ذكر البروفيسور طاهر ريان رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى، أن نسبة كبيرة من مرضى الكلى الوراثية ناتج عن زواج الأقارب، لذلك بات من الضروري إجراء حملات تحسيسية بالاشتراك مع الأئمة لتحسيس الناس بضرورة إجراء فحوصات طبية قبل الزواج من أجل تلافي حصول العديد من الامراض التي يمكن لزواج الأقارب أن يتسبب بها. أوضح البروفيسور ريان أن التكيس الكلوي هو واحد من أخطر أمراض الكلى الوراثية، ينتج عن طريق إصابة سابقة لأحد الوالدين. ويمكن لهذا المرض أن يتسبب في حدوث قصور كلوي حاد للمريض إذا تهاون في علاجه. وأضاف البروفيسور ريان أن هذا المرض يصيب 10بالمائة من مرضى الكلى بسبب عامل الوارثة وزواج الأقارب، ولا يملك هذا المرض أعراضا محددة فيمكن للمصاب أن يحمله لسنين طويلة تبدأ منذ ولادته لكن آلامه لا تظهر إلا بعد بلوغه الثلاثين من العمر. وأكد البروفيسور ريان أنه يعمل بالتعاون مع الأئمة على تحسيس المواطنين بضرورة المشاركة في إنقاذ المرضى عن طريق تقبل فكرة التبرع بالأعضاء خاصة الكلى، حيث تسجل الجزائر عجزا ب200كلية سنويا وهو رقم يمكن الحصول عليه عن طريق توعية المواطنين وتعريفهم بشرعية التبرع بالأعضاء التي لم يحرمها ديننا الإسلامي، كما دعا عائلات المرضى المتوفين دماغيا الى السماح للطبيب بنقل كلى الأفراد المتوفين دماغيا لتجنب النقص الفادح في هذا المجال. 60 حالة يوميا بمصلحة أمراض الكلى بمستشفى ''بارني'' كشف الأستاذ المساعد، ميراد نسيم، مختص في أمراض الكلى بمصلحة تصفية الدم بمستشفى ''الأستاذة نفيسة حمود'' في حسين داي، أن المصلحة تستقبل يوميا حوالي 60 مريضا، 25 بالمائة منهم من الخاضعين لعمليات تصفية الدم. وأشار المتحدث إلى أن أزيد من 80 بالمائة من المرضى يتم تشخيص المرض لديهم في حالات متقدمة، خاصة وأن المرض ليست له أعراض خصوصية، ولا تظهر علامات الاصابة بالقصور الكلوي الا بعد تطور المرض، خاصة وأن الشفاء منه لا يكون الا بالخضوع الى عملية زرع كلية وأرجع الدكتور ميراد سبب التشخيص المتأخر للمرض لدى المصابين إلى مشكلين أساسيين، يتمثل الأول في غياب ثقافة إجراء تحاليل طبية شاملة بصورة دورية مرة في السنة على الأقل، دون التقيد بسن معينة ''المشكل الأساسي هو أن الشباب يعتقدون أنهم في منأى عن المرض نظرا لبنيته الشابة والقوية، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك، حيث أن أغلب الخاضعين لعمليات تصفية الدم في مصلحتنا من الشباب'' ومن جهة أخرى أرجع سبب عزوف الجزائريين عن إجراء التحاليل الطبية إلى طول مدتها واللاجراءات الطويلة التي تميز عمل المستشفيات ''أغلب الجزائريين من الطبقة البسيطة، ويفضلون إجراء التحاليل على مستوى المستشفيات لتكلفتها الرمزية، غير أنه إذا قصد هذه الأخيرة فإنها تمنحه موعدا على المدى البعيد ما يدفعه إلى التخلي عن فكرة إجراء التحاليل''. وأضاف المتحدث أن العديد من الأمراض قد تتسبب في الإصابة بالقصور الكلوي تأتي على رأسها أمراض القلب وضغط الدم وكذا السكري، مشيرا إلى أن مثل هذه الحالات تكون عند المرضى كبار السن، أما بالنسبة للأطفال فأغلب المصابين بأمراض الكلى يعانون من تشوهات على مستوى هذا العضو يتطور إلى قصور كلوي. وكشف الدكتور أن خضوع المرأة لعمليات تصفية الدم يقلل من إمكانية الحمل، لأن العملية تؤثر على عملية الاباضة والإخصاب، في حين أن هذه العملية لا تؤثر على الجنين بالنسبة للأم الحامل. ومن جهة أخرى شدد المتحدث على أن الحمل يؤثر بصورة كبيرة على المصابات بأمراض الكلى حتى وإن تم اكتشاف المرض لديهم مبكرا، حيث يتطور المرض لديهم الى قصور كلوي حاد في فترة قصيرة جدا.