انطلقت في العراق أمس، ثالث انتخابات تشريعية منذ الإطاحة بحكومة الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003، حيث بدأ نحو19 مليون ناخب عراقي التوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار 325 عضوفي البرلمان الجديد من بين أكثر من 6200 مترشح وسط سقوط العشرات من القذائف في المنطقة الخضراء وفي الأعظمية . وأشرف على هذه الانتخابات طاقم مكون من آلاف الأشخاص، إضافة إلى المئات من المراقبين الدوليين، موزعين آلاف مراكز الاقتراع في 18 محافظة عراقية من جهته توقع رئيس التحالف الوطني لعشائر العراق الشيخ عصام البوهلالة، أن يشهد فرز الأصوات عمليات تزوير كبيرة، حيث أوضح أن هذه الانتخابات قائمة على "مافيات الفساد" حسب قوله. مؤكدا أنه يستند إلى معطيات على أرض الواقع لقول هذا الكلام . من جانبه، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مؤتمر صحفي عقده أول أمس في طهران، إلى إنهاء النزعة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي، معتبرا أن الطائفية لا تخدم العراق. رافضا أي أعمال شغب قد تحدث بعد الانتخابات البرلمانية العراقية بذريعة حدوث عمليات تزوير. ورغم تشديد الإجراءات الأمنية، فقد شهد العراق سقوط العشرات من القذائف وتحديدا في المنطقة الخضراء، الغزالية غرب بغداد، ومناطق أخرى من العراق . وقتل 12 شخصا وأصيب آخرون بجروح جراء انهيار مبنى سكني اثناء التصويت على الانتخابات شرقي بغداد، فيما لاتزال جهود الإنقاذ مستمرة، كما قتل أربعة آخرين جراء انهيار عمارة سكنية إثر تلغيمها وتفجيرها في منطقة العامر جنوبي بغداد. كما سمع دوي ستة انفجارات اخرى في أماكن أخرى غربي العاصمة، استهدفت مراكز اقتراع وبالقرب منها، فيما انفجرت عبوة ناسفة قرب مسجد العساف في منطقة الأعظمية شمالي بغداد أسفرت عن حدوث أضرار مادية ببعض الدور السكنية. وتشير الخريطة السياسية للانتخابات العراقية التي جرت أمس، إلى أن ست كتل رئيسية تنافست للحصول على أكبر نسبة من المقاعد في البرلمان المقبل، إلا أن أياً من هذه الكتل لن تستطيع الحصول على الغالبية، التي قد تتطلّب تحالف ثلاث كتل على الأقل. والكتل التي تحتل الصدارة هي : الائتلاف الوطني العراقي، الذي يضم الصدريين والمجلس الأعلى وتيار الإصلاح الوطني والمؤتمر الوطني وغيرهم. و"ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي. و"قائمة التحالف الكردستاني"، التي تضم الحزبين الكرديين الرئيسيين وأحزاباً صغيرة أُخرى. وائتلاف "العراقية" الذي يضم إياد علّاوي وطارق الهاشمي وأسامة النجيفي ورافع العيساوي وقوى أخرى. و"ائتلاف وحدة العراق"، الذي يضم وزير الداخلية جواد البولاني وصحوة العراق برئاسة أحمد أبوريشة والتيار الوطني المستقل برئاسة محمود المشهداني ورئيس الوقف السني عبد الغفور السامرائي وغيرهم. وأخيرا "جبهة التوافق"، التي تضم الحزب الإسلامي ومؤتمر أهل العراق وعدداً من الشخصيات والوجوه العشائرية .