أكدت اسبانيا على لسان رئيس الحكومة خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو ، أن تنظيم القاعدة قد أفرج أول أمس عن الرهينتين الإسبانية والإيطالية اللتين اختطفتا منذ 29 نوفمبر الماضي. وتقول نفس المصادر أنه يمكن نقلهم جوا إلى بلد ثالث ، بعد بوركينا فاسو ، ومن ثم برشلونة بإسبانيا. وصرح احد المفاوضين الماليين أمس أن الاسبانية أليسيا غاميز والايطالية فيلومين كابوري اللتين كانتا محتجزتين لدى تنظيم القاعدة في المغرب يجري الإفراج عنهما ''وتتوجهان إلى بوركينا فاسو'' المجاورة. وقال هذا المفاوض طالبا عدم كشف هويته أن ''بوركينا فاسو تهتم بكل هذه القضية. في الواقع الأخبار سارة والسيدتان في طريقهما للتوجه إلى بوركينا فاسو. والايطالية فيلومين كابوري (39 عاما) تتحدر من بوركينا فاسو. وقالت مصادر قريبة من المفاوضات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية أنها رفضت أولا إطلاق سراحها لتبقى مع زوجها الايطالي سيرجيو شيكالا (65 عاما) الذي ما زال محتجزا. وكانت مصادر خاصة أكدت قرب إطلاق سراح المرأة الاسبانية التي اختطفت على أيدي تنظيم القاعدة في المغرب في موريتانيا، وقالت المصادر إن مسؤولا إسبانيا وصل إلى واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو لاستقبالها. ويأتي الإفراج عن السيدات المحتجزات بعد مفاوضات شاقة، وبوساطة من بوركينا فاسو، حسب المصادر التي أكدت مواصلة المفاوضات مع الخاطفين من أجل إطلاق سراح بقية المختطفين الأسبان والإيطالي. وكانت مصادر إعلامية ايطالية واسبانية متطابقة أن الرهينة الايطالية فيلومينا كاوبوري التي اختطفت وزوجها سيرجو شيكالا منذ التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي في موريتانيا، سيتم إطلاق سراحها عما قريب. وأوضحت المصادر استناداً إلى صحيفة ''إل موندو'' أنه إلى جانب زوجة ''شيكالا'' هناك سيدة اسبانية مختطفة تدعى ''اليسيا غامز''، وهما في قبضة ما يسمى تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب '' منذ ثلاثة أشهر وتسعة أيام. في هذه الأثناء تتواصل زيارة مبعوثة وزير الخارجية الايطالي لحالات الطوارئ والمساعدات الإنسانية مارغريتا بونيفير بزيارة إلى بوركينا فاسو، وذلك في إطار المساعي الحثيثة لإطلاق الرهينتين الايطاليتين. وكان تنظيم القاعدة قد طلب فدية قدرها 5 ملايين دولار مقابل تحرير الرهائن الأسبان، لكن المصادر لم تتحدث عن طبيعة الصفقة التي تمت بين وسطاء أفارقة وتنظيم القاعدة. وأكدت مصادر مالية قريبة من الملف إن بوركينا فاسو، البلد المجاور، تلعب دوراً ''سرياً لكنه فعال'' لإطلاق سراح الرهائن. وكانت بوركينا فاسو أعلنت في نهاية ديسمبر أنها ''مصممة'' على أن ''تخلص من الخاطفين'' الزوجين الإيطاليين المخطوفين في جنوب شرق موريتانيا. والزوجة مولودة في واغادوغو. وقالت وزارة الخارجية الايطالية في بيان لها أن بونيفير ستجدد لدى لقاءها مع الرئيس بليز كومباوري الطلب الايطالي بالاستمرار في استكشاف جميع قنوات الاتصال التي يمكن أن تؤدي إلى تحرير المواطن الإيطالي سيرجو شيكالا وزوجته (من بوركينا فاسو) فيلومين كابوري. وأوضحت الوزارة في بيانها أن ''زيارة بونيفير تتسم بأهمية خاصة لاسيما أنها تندرج ضمن سياق الجولة التي قام بها الوزير فرانكو فراتيني في مالي وموريتانيا مؤخراً'' وفق البيان. وكان الإيطالي سيرجو شيكالا وزوجته قد اختطفا في شرق موريتانيا على بعد كيلومترات من الحدود مع مالي، حيث تبنّى ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب في رسالة صوتية عملية الاختطاف، بينما كان آخر ظهور لهما من خلال تسجيل صوتي قبل أيام قليلة للايطالي وهو يناشد السلطات في روما التدخل لبذل كل المستطاع من أجل إنقاذ حياته وزوجته.