كشف رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو أن تظافر جهود اسبانيا من أجل إطلاق سراح رهائنها يرافقه جهود استخبارات 4 دول من منطقة الساحل هي ليبيا، مالي، موريتانيا وبوركينافاسو وهذا بعد مرور 7 أشهر على اختطافهم من قبل الجماعات الإرهابية في الساحل. وقال رئيس الوزراء الاسباني، إن الإفراج عن عمال الإغاثة المختطفين هو ''أولوية قصوى'' لسياستنا الخارجية، معربا عن أمله بأن تكون الجهود التي تقوم بها اسبانيا مع البلدان في المنطقة تؤتي ثمارها قريبا. وأشار ثاباتيرو في تصريح للصحافة على هامش الزيارة التي قادته إلى ليبيا الأسبوع الماضي في إطار محادثات في طرابلس مع الزعيم الليبي معمر القذافي تناولت التحضيرات للقمة الأوروبية الإفريقية المقرر انعقادها في ليبيا في 29 و30 نوفمبر المقبل إلى حالة المختطفين، مؤكدا أن الحكمة في التعامل مع هذه القضية هو الذي سيوصلنا حسبه، إلى نتائج ايجابية وحتى لا تتداخل مع المهام التي بذلت لإنهاء الأسر. وقال ثاباتيرو إن ليبيا تساعد دائما اسبانيا بشأن المسائل الأمنية التي قال إنها ''حساسة''. وأضاف ممثل مدريد أنه إلى جانب من ليبيا، هناك ''العديد من البلدان التي تتعاون'' في حل هذه المسألة كموريتانيا ومالي وبوركينا فاسو. وتشير كل الأدلة إلى أن عمال الإغاثة المختطفين يتواجدون في مكان ما في شمال مالي. وكانت اسبانيا قد مارست نوعا من الضغوط على موريتانيا من أجل الرضوخ لمطالب القاعدة التي كانت قد اشترطت لقاء إطلاق سراح الرهينتين الإسبانيين تحرير بعض المعتقلين التابعين لها في سجون نواقشط، وهو الأمر الذي رفضته ولا تزال ترفضه موريتانيا جملة وتفصيلا من منطلق أن هذا الأمر سيزيد من قوة العناصر الإرهابية في الساحل الصحراوي، ومن ثم زيادة عمليات الخطف والتهديدات اليومية ضد السكان المحليين والأجانب. وفي خضم كل هذا حصلت موريتانيا في نفس الفترة التي زار فيها ثاباتيرو ليبيا على تمويل ضخم من مجموعة من المانحين، خلال اجتماع، عقد أول الأربعاء الماضي ببروكسيل. وقال الوزير الأول الموريتاني، مولاي ولد محمد لغظف، إن بلاده حصلت على تمويلات بقيمة 3.2 ملايير دولار لتمويل مشاريع تقدمت بها الحكومة إلى المانحين في لقاء ببروكسل. وأضاف أن موريتانيا حصلت على أكثر مما كان متوقعا، إذ كانت تتوقع تمويلات بقيمة 2.8 مليار دولار. ونجحت الحكومة الموريتانية، رغم اعتراضات المعارضة، في إقناع المانحين، في اجتماع بروكسيل دام يومين، بدعم المشاريع، التي تقدمت بها، والتي وصل عددها إلى 187 مشروع، موزعة بين مجالات متعددة، بينها التعليم، والصحة، والمياه، والصرف الصحي، ومكافحة الفقر في الوسط الريفي وهو الأمر الذي كانت تلعب عليه اسبانيا في الضغط على موريتانيا غير أن نتائج الاجتماع تظهر العكس، مما يجعل نواقشط تحتفظ بقاراتها التي يصفها المتتبعون بالشجاعة عكس مالي التي رضخت في السابق لضغوطات فرنسية من أجل تحرير رهينتها ونجحت فعلا في ذلك.