أفرج ما يسمى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عن رهينتين غربيتين، إيطالية وإسبانية، كان يحتجزهما في شمال مالي رفقة ثلاثة رعايا آخرين لم يعلن بعد عن مصيرهم. وقد رسم التنظيم الإرهابي طريقا جديدا لمسار الرهينتين بعد عملية الإفراج من خلال إرسالهما باتجاه بوركينافاسو، الدولة الجارة لمالي. أفاد مصدر مالي مسؤول يتولى مفاوضات تحرير الرهائن الغربيين المحتجزين لدى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، أن جمهورية بوركينا فاسو تتولى عملية الإفراج عن الرعيتين الإيطالية والإسبانية، بعد التوصل الى اتفاق وصف بالسري والفعال، يقضي بإطلاق سراحهما أمس، مضيفا أن الرعية الايطالية الجنسية والبوركينابية الأصل رفضت إطلاق سراحها دون زوجها الايطالي، غير أنها رضخت للأمر واستجابت لعناصر التنظيم وأخذت طريقها رفقة الرعية الاسبانية باتجاه العاصمة واقادوقو البوركينابية. وقال إنه ”تم إيصال الرهينتين إلى مكان آمن”. وكشف ذات المصدر أن عملية تحرير الرهينتين تمت بوساطة بوركينابية عبر مفاوضات وصفها ب ”الشاقة”، مشيرا الى استمرار التفاوض مع تنظيم دروكدال من أجل إطلاق سراح بقية المختطفين الثلاثة. ورحبت حكومة ثاباتيرو بهذه التطورات في حديث لأحد مسؤوليها للصحفيين بمدريد، موضحة أن ”الأمر يدعو إلى الحذر، لكن الأمور تسير نحو الأحسن”، وأرسلت مبعوثا عنها الى واقادوقو لاستقبال الرعية الاسبانية، اليسيا غاميز، دون الحديث عن محتوى الصفقة التي تمت مع تنظيم دروكدال. وتأتي عملية الإفراج عن الرعية الايطالية تزامنا مع زيارة مبعوثة وزير الخارجية الايطالي لحالات الطوارئ والمساعدات الإنسانية، مارغريتا بونيفير، إلى بوركينا فاسو، في إطار مساعي حكومة برلسكوني الحثيثة لإطلاق سراح الرهينتين الايطاليتين، استجابة لآخر نداء قدمه المختطف الإيطالي سيرجيو شيكالا وزوجته الى روما للتدخل من أجل إنقاذهما، التي جددت طلب روما من الرئيس البوركينابي بالاستمرار في البحث عن قنوات الاتصال التي يمكن أن تؤدي الى إحراز تقدم جيد، حسب بيان وزارة الخارجية الايطالية، أمس. وفي سياق متصل، وجه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي تحذيرا على لسان أحد مسؤوليه، الإرهابي أبو عبيدة يوسف، في تسجيل صوتي بثته عدة مواقع على الإنترنت، إلى زعماء دول وشعوب منطقة الساحل، من التوحد في الحرب ضد تنظيم دروكدال، محاولا جلب أنظار شعوب المنطقة بالادعاء أن نشاطهم الإرهابي ”مشروع” يهدف الى مواجهة الاعتداء الصليبي على الإسلام وأهله في بلدان المغرب، واصفا تحالف دول منطقة الساحل ضد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ”مغامرة غير مضمونة العواقب”.