أكدت واشنطن أن التوتر الفعلي الذي يشوب حاليا العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية لا يهدد التحالف الاستراتيجي الوثيق القائم بين البلدين. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي إن إسرائيل ''حليف استراتيجي وستبقى كذلك''، وأضاف أنه رغم مسألة الاستيطان التي كانت وراء أزمة الثقة بين البلدين، إن ''التزامنا بأمن إسرائيل يبقى قائما ولا يمكن أن يتزعزع'' وذلك في إشارة خصوصا إلى الملف النووي الإيراني. واتت هذه التصريحات بعد سيل الانتقادات التي انهمرت على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المتهم من جانب إدارة اوباما ب''تقويض'' الجهود التي تبذلها الأخيرة من اجل إعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، والسبب في هذا التوتر بين البلدين هو قرار أعلنته الحكومة الإسرائيلية، في خضم زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة الأسبوع الماضي، يقضي بالسماح ببناء 1600 وحدة سكنية استيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة ما أشعل فتيل أزمة غير مسبوقة. وجاء رد الفعل الأمريكي الأقسى على لسان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي اختارت أن تخرج إلى العلن عبارات اللوم التي وجهتها إلى نتانياهو عبر الهاتف الجمعة، ويقول ناثان براون الأستاذ في جامعة جورج واشنطن إن الخطوة التي أقدمت عليها كلينتون شكلت ''صدمة'' لا سيما وأنها جاءت ''بعد يومين تم خلالها السعي لإظهار المشكلة وكأنها حلت''، وهذه الإدانة الأمريكية لإسرائيل غير مسبوقة منذ 1990 لا بل منذ 1975 بحسب المراجع التاريخية، ولكن ما هي تداعياتها؟. الدبلوماسي الأميركي ارون ديفيد ميلر عضو مركز وودرو ويلسون للأبحاث يؤكد بعد أن استمزج آراء ستة وزراء خارجية أميركيين سابقين حول الأوضاع في الشرق الأوسط أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل ''خلقتا وضعا سيكون من الصعب جدا فيه خفض حدة التوتر''. ويضيف أن ''محاولة الإطاحة برئيس الوزراء ''نتانياهو'' من اجل خلق واقع سياسي جديد'' في إسرائيل ستكون محاولة ''ساذجة'' من جانب الإدارة الأمريكية نظرا إلى الوضع السياسي الراهن في إسرائيل، وفي عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ''1993-''2001 سقطت حكومة بنيامين نتانياهو الأولى بسبب تردي علاقاتها بواشنطن التي تعتبر من دون منازع الحليف الأول لإسرائيل، وحتى داخل الولاياتالمتحدة ترتدي مسألة العلاقة مع إسرائيل أهمية كبرى ذات تأثيرات على السياسة الداخلية.