استنجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس بنظيره الأمريكي باراك اوباما عله يتدخل لدى حكومة الاحتلال لوقف مشروع استيطاني إسرائيلي في قلب القدسالشرقية بدعوى إقامة حديقة اثرية تلمودية تعود إلى عهد النبي سليمان عليه السلام. وبعث صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أمس برسالة عاجلة إلى الإدارة الأمريكية من اجل التدخل مباشرة لدى الوزير الأول الإسرائيلي لوقف هذا المشروع الاستيطاني التهويدي لثالث أقدس المواقع الإسلامية. وقال عريقات إن استمرار سياسة الاستيطان في القدسالشرقية يهدد الجهود الأمريكية الرامية إلى تحريك المفاوضات غير المباشرة وهي التي لم تنطلق بالكيفية التي أرادتها الإدارة الأمريكية بسبب مثل هذه العراقيل الإسرائيلية. ويبدو أن الولاياتالمتحدة راعية عملية السلام تبدو غير مكترثة للأمر رغم خطورته على مشروعها إلى درجة أنها لم تكلف نفسها عناء التدخل الذي طالبت به السلطة الفلسطينية واكتفت بإبداء انشغالها لقرار بلدية القدس للبدء في هذا المشروع الاستيطاني الجديد. وقال فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن ''وضع القدس ومسائل الوضع النهائي يجب أن تحل عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين''. وأكد أن الخطوة الإسرائيلية ''من شأنها أن تقوض الثقة بين طرفي مفاوضات السلام والتي تعتبر أساسية لتحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة ومن ثم المفاوضات المباشرة''. وفي غياب أية إجراءات عملية اكتفى فليب كراولي بالقول إن مثل هذه الإجراءات تضعف الثقة اللازمة في المفاوضات غير المباشرة وأن إدارته تجري اتصالات مع حكومة الاحتلال. ويمكن القول أن الإدارة الأمريكية التزمت بإبداء انشغالها لأنها فهمت جيدا الرسالة الإسرائيلية على أنها عقبة مقصودة وضعتها إدارة الاحتلال في طريق عملية السلام لإحراجها أكثر في محاولة لمقايضة هذا المشروع الاستيطاني بالحصول على تنازلات بخصوص قضايا أخرى. وعندما نعرف أن القرار جاء في اقل من أسبوعين قبل قمة الرئيس اوباما مع الوزير الأول الإسرائيلي بالعاصمة الأمريكية نفهم أن إدارة الاحتلال التي تريد واشنطن أن تقنعها بعملية السلام إنما تحينت التوقيت المناسب لاتخاذ هذا القرار تماما كما فعلت مع زيارة جو بايدن إلى فلسطينالمحتلة لإقناع الأطراف بالدخول في مفاوضات غير مباشرة لتعلن عن إقامة اكبر حي استيطاني في القدسالمحتلة ب 1600 وحدة في القدسالشرقية. وأضيف هذا القرار لقرار مماثل سبق للوزير الأول الإسرائيلي أن أكد عليه عندما رفض كل فكرة لوقف الاستيطان كما طالب بذلك الرئيس الأمريكي في بداية أيامه على رأس البيت الأبيض وهو لم يفقه كنه إدارة الدبلوماسية الأمريكية مع إسرائيل واضطرته في النهاية إلى الخضوع للأمر الواقع الذي فرضته عليه الحكومة اليمنية. وهي الحقيقة البائنة رغم زعم نتانياهو انه لا يملك أية سلطة على بلدية القدسالمحتلة التي اتخذت مثل هذا القرار في محاولة لغسل يديه من هذا لقرار ولكن ذلك ما هو سوى طريقة من حكومة الاحتلال للتنصل من مسؤولياتها في إطار خطة لتبادل الأدوار وحتى لا يضع نتانياهو نفسه في حرج دبلوماسي في قمة الشهر القادم.