قدم الدكتور محمد لعقاب خلال محاضرته ''لغة الصحافة وأسلوب الكتابة الصحفية''، التي ألقاها مؤخرا بفندق الأروية الذهبية في إطار اليوم الدراسي الذي نظمه المجلس الأعلى للغة العربية حول موضوع ''اللغة العربية في الصحافة المكتوبة'' مقارنة بين الأدب والصحافة. وقال إن هذه الأخيرة نشأت في أحضان الأدب ومنه تستمد قوتها وبقاءها، إلا أنها ومع ظهور مدارس علوم الإعلام والاتصال، يضيف لعقاب، بدأت الصحافة تعرف نوعا من الاستقلالية عن الأدب وأصبحت علما قائما بذاته لها فنونها الخاصة ولغتها وأسلوبها وجمهورها ووسائلها المختلفة، وهكذا حدث التمايز التام بين الكتابة الأدبية والكتابة الصحفية. كما تطرق لعقاب إلى مواطن الاختلاف بين الأدب والصحافة من حيث اللغة قائلا ''إن الصحافة تختلف كليا عن الأدب أسلوبا ولغة وجمهورا وموضوعا ومن حيث الديمومة والشمولية ومن حيث الاختصار والشخصيات، ''فالصحافة مثلا تهتم بالأحداث اليومية وشخصياتها وتتابع تطورها وترصدها وتنقلها إلى الجمهور وتعلق عليها، بينما الأدب لا يهتم أبدا بالأحداث اليومية، فزيارة رئيس دولة لدولة أخرى أو حدوث تدهور في الأحوال الجوية أو إضراب في أوساط العمال وغيرها من الأحداث اليومية، لا يمكن أن تكون له مصدر إلهام يبني على أساسها قصة أو رواية أو شعرا''، فالصحافة تعني المهنة والأدب فن يقول لعقاب. من جهته أكد الدكتور فارس طباش في مداخلته ''الفصحى والعامية وإشكالية التأثير في الرسالة الإعلامية'' أن حدوث التفاعل بين أطراف العملية الاتصالية بين المرسل والمستقبل مرهون باللغة كونها متلازمة مع الإعلام، مضيفا أن قوة تأثيرها ينجم من قدرتها على إثارة المعاني المشتركة لدى قطاع واسع من القراء. وعلى صعيد مماثل شدد الدكتور صالح بلعيد في محاضرته ''على دور الصحافة في ترقية اللغة العربية '' أن لغة الصحافة حمالة أوجه ولها تأثير هام على اللغة، كما لها أثر سلبي في الحط من قيمة اللغة والتشنيع بها''.