نوه الدكتور محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية بالخطر المحدق بلغة الضاد بسبب ما تتعرض له من تهميش من طرف الوسائط الإعلامية التي أضحت لا تعطي أهمية لهذه اللغة . و قال ولد خليفة أمس خلال اليوم الدراسي الذي نظمته هيئته و الذي احتضنه فندق الأوروية الذهبية بابن عكنون بالجزائر العاصمة حول ''اللغة العربية في الصحافة المكتوبة'' أن الصحافة هي امتداد للمدرسة التي تساعد على تكوين الثقافة العامة في مختلف المجالات العلمية والفنية والأدبية والسياسية،'' مشبها المادة الإعلامية باللغة المتداولة بين أوساط المجتمع، داعيا في السياق ذاته جميع المنابر الإعلامية إلى ضرورة توظيف مدققين أكفاء متمكنين من قواعد اللغة العربية وكتاب متخصصين في مجال الكتابات الصحفية إلى جانب مترجمين يتقنون اللغة العربية و لغات أجنبية . كما دعا ولد خليفة إلى ضرورة تنقية اللغة العربية من التهجين وكذا تهذيب العامية. وقدم المسؤول الأول عن المجلس الأعلى للغة العربية مؤشرات أبرز من خلالها وضعية اللغة العربية في وسائط الاتصال مؤكدا أن حضورها على شبكة الأنترنت لا يتجاوز 4 بالمائة مقابل 47 بالمائة تمثله اللغة الإنكليزية . وبخصوص الترجمة قال ولد خليفة أن المنقول إلى اللغة العربية حسب إحصائيات اليونسكو لا يتعدى 7000 بحث في مختلف العلوم والفلسفة والآداب التي تم ترجمتها خلال 35 سنة وهو ما جعل هذه اللغة حسب المتحدث تحتل المرتبة 27 بين لغات العالم أي نفس المرتبة مع اللغة الليتونية التي لا يزيد عدد الناطقين بها عن أربعة ملاين نسمة بينما عدد مستعملي اللغة العربية يزيد عن300 مليون نسمة وهي نسبة تمثل 5 بالمائة من مجموع البشرية. من جهته دعا عز الدين ميهوبي كاتب الدولة مكلف بالاتصال إلى فتح ورشات للإعلاميين من أجل تحسين أداء هذه اللغة في الوسط الإعلامي باعتبارها حاضنة للهوية العربية و حامل الخطابات بشتى أنواعها، مؤكدا أن هيئته مستعدة لتمويل هذه المشروع الثقافي الذي يهدف إلى ترقية هذه اللغة و تخليصها من التهجين. وبلهجة حادة حمل ميهوبي المسؤولين في الوسط الإعلامي مسؤولية تردي هذه اللغة، نظرا لتركيزهم على المعلومة دون الحرص على مستوى اللغة المستعملة في كتابة الخبر، مضيفا أن الجزائر تحتل المرتبة الأولى في العالم العربي وإفريقيا من حيث العدد الهائل للصحف والمجلات والدوريات التي تتواجد بها لكنها لم تولي أهمية لمضمون ومستوى أداء لغة الضاد مما أدى حسب ميهوبي إلى حدوث الكثير من المآسي في حق هذه اللغة.