عرفت الفترة بين 20 إلى 22 مارس المنقضي التئام الملتقى الدولي التضامني الثاني مع المرأة الصحراوية تحت شعار ''المرأة والمقاومة'' والذي انعقد في مخيم 27 فبراير الصحراوي للاجئين بمدينة تندوف، والذي عرف حضورا رفيع المستوى لعل أبرزه هو حضور السيدة ويني مانديلا زوجة رمز المقاومة الجنوب إفريقية ضد التمييز العنصري نيلسون مانديلا، والعضو بالبرلمان الجنوب إفريقي وهي التي وقفت إلى جانب زوجها طيلة 27 سنة قضاها الرجل وراء القضبان، بالإضافة إلى ذلك فقد حضرت ولأول مرة السيدة البريطانية المنحدرة من أصل جزائري منى حميطوش، وهي العضو المنتخب في بلدية انزلنقتون - لندن في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى شخصيات جزائرية أخرى كالسيدة نورية حفصي رئيسة الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات والسيدة أيدا رئيسة المعهد الفنزويلي للنساء الفنزويلات وأخريات من البيرو، فرنسا، المجتمع المدني الإسباني، بالإضافة إلى ممثلات عن البرلمان الأوروبي، حيث وصل عدد الوفود الأجنبية إلى 320 عضوة من مختلف القارات، وقد تم في هذه المناسبة تفعيل اللقاء الذي توج بإنشاء الشبكة الدولية النسوية للتضامن ودعم المرأة والشعب الصحراوي برئاسة السيدة ويني مانديلا التي أصرت على القول باسمها إنها ستفعل، ولم تشأ القول إننا سنفعل ''ليس لما اعتبرته تأويلا للأنانية، لكن لتأكيدها أنها ستلتزم لفترة زمنية يعقبها تقييم من طرف الآخرين للحملة الدولية التي ستبدأها في العديد من عواصم العالم المؤثرة في صناعة القرار الدولي''. وفي هذا الصدد، اغتنمت ''الحوار'' مناسبة تغطية هذا الملتقى الذي انعقد ليوم واحد بمخيم 27 فبراير الصحراوي، للحديث لعدد من الوفود النسوية والشخصيات التي أثرت النقاش وأبدت مواقف دعم لصالح نصرة قضية شعب الساقية الحمراء ووادي الذهب، وفيما يلي نص الحديث الذي دار معهن: ويني مانديلا، العضو بالبرلمان الجنوب إفريقي ورئيس الشبكة الدولية النسائية للدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير:''سأدافع من اليوم على كل سياسي صحراوي محتجز في السجون المغربية وسأذهب قريبا إلى واشنطن من أجل ذلك''. في محاضرة مطولة حضرتها ''الحوار'' في القاعة المخصصة للمحاضرات بمخيم 27 فبراير الصحراوي، أكدت السيدة الأولى المعروفة في جنوب إفريقيا بالتزامها بالدفاع عن النشطاء الحقوقيين الصحراويين الذين نزلوا على المخيمات والقادمين من الأراضي المحتلة، وقالت السيدة بحضور قرابة 800 من النسوة المشاركات ''أعبر لكم من هنا عن التزامي، وأعطيكم كلمة شرف، حيثما دخلتم سأكون معكم باسم الدفاع عن قيم ومُثُل الحرية التي دافعنا عنها في جنوب إفريقيا''، كما أكدت بالقول ''إنني مستعدة لقيادة وفد مشترك للذهاب إلى عواصم العالم لشرح القضية الصحراوية وحشد التضامن معها، وبخاصة في واشنطن وباريس، والمطالبة بالعمل من أجل ضغط دولي فاعل''. وشددت السيدة ويني مانديلا على ضرورة تظافر جهود النساء عبر العالم لدعم بعضهن في مواجهة الاحتلال والاستغلال، مؤكدة أن عودة اللاجئات الصحراويات بات أمرا لا يمكن السكوت عنه، كما اعتبرت السيدة ويني أن الملتقى بداية لحشد الدعم للقيام بجولات إلى الدول الفاعلة في مجلس الأمن الدولي لحثهم على التوصل إلى حل يفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي''. كما نوهت السيدة مانديلا بروح الكفاح والعزيمة القوية التي أصبحت المرأة الصحراوية الإفريقية اللاجئة رمزا لها، مؤكدة أن المنفى لن يطول والقضية الصحراوية ستعرف طريقا نحو الحل، وأكدت المتحدثة أن وجود هذه الوفود في هذا الملتقى هو أكبر دليل على عدالة القضية الصحراوية وتساءلت بالقول ''إلى متى سيبقى الشعب الصحراوي ينتظر مفاوضات''، مشددة على أنه حان وقت الكف عن الكلام والتوجه صوب العمل الملموس، والبحث عن طرق أخرى للكفاح، وضربت مثلا حيا بتجربة جنوب إفريقيا في المفاوضات من خلال تأجيج ملحمة الانتفاضة والفعل الجماهيري.?وأبدت السيدة الإفريقية المعروفة بنضالها من أجل العدالة الإنسانية استعدادها لقيادة وفد إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدد من الدول الأخرى، من أجل التنديد والبحث عن المساندة والدعم للقضية الصحراوية. وقالت مانديلا ''إن الخطوة الأولى نحو النصر تبدأ من هنا ''في إشارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين''، مضيفة ''إنه دوركم لتدعمونا من أجل المطالبة بحقوقكم والمساهمة معكم''. واختتمت السيدة مانديلا كلامها بالقول ''فلينته الكلام، ولتكن الانطلاقة من اليوم للعمل على أرض الواقع للخروج من اللجوء نحو العالم لدعم القضية الصحراوية''، مضيفة ''اليوم معكم وسنذهب معا للمطالبة بحقوقكم''. محرز العماري رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي'': ''النصر العربي سيبقى ناقصا في ظل احتلال فلسطين والصحراء الغربية'' في كلمة ألقاها رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي محرز العماري، أكد الرجل مساندة وتضامن الجزائر مع الصحراويين، موضحا في هذا المنحى أن النصر العربي يبقى ناقصا مادامت فلسطين والصحراء الغربية مستعمرتين، ولذلك يجب أن تستمر رسالة تصفية الاستعمار من جيل إلى جيل.