في 11 أفريل الحالي، سيكون السودان أكبر دول الوطن العربي مساحة مع يوم تاريخي، وهو الموعد المقرر لبدء أول انتخابات رئاسية تعددية في البلاد منذ 24 عاما التي سوف تشكل مستقبل السودان خلال السنوات المقبلة، وسيكون لها أبلغ الأثر على الاستفتاء الذي سيجري في جانفي المقبل لتحديد مصير الجنوب... فكثير من شباب اليوم في السودان لم يحضروا زمن الانتخابات السودانية، وشباب جنوب السودان لهم حكاية خاصة معها ذلك أنهم لم يشاركوا ولم يشهدوا أي انتخابات ديمقراطية منذ العام ,1964 أي قبل 46 عاما، فكثير ممن يتحدثون عن انتخابات في جنوب السودان من الشباب اليوم أغلبهم لم يبلغ ال 46 من عمره وتجربته في الانتخابات لم تتعد المشاهد التي تبثها وسائل الإعلام عن انتخابات جرت في أقطار أخرى من العالم .. إن حالة الحراك السياسي الذي يعيشه السودان الشقيق هذه الأيام، نتج عنه نشوب سلسلة من الصراعات حول مصير الانتخابات، منها انسحاب بعض أحزاب المعارضة من بعض مستويات الانتخابات الرئاسية أو التشريعية، ومطالبة حزب الأمة وبعض القوى الأخرى بتأجيلها، مما أدى بالرئيس عمر البشير إلى استخدام لغة التهديد والوعيد حين صرح أن تأجيل الانتخابات سيؤدي إلي عدم تنظيم الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب، الأمر الذي دعا القوى الدولية لممارسة الضغوط لإجراء الانتخابات في موعدها بمشاركة جميع الأحزاب.. وفي هذا السياق دخلت إدارة أوباما إلى حلبة المصارعة وأعلنت مساندتها للحكومة السودانية بشأن الثقة بنزاهة الانتخابات العامة وعدم تأجيلها، فيما أصرت المفوضية القومية للانتخابات على أن الاستحقاق لن يؤجل، وسيكون في موعده.. وتعد هذه الانتخابات فرصة تاريخية أمام السودان للخروج من دوامة العنف والحروب الأهلية واستعادة السلام علي جميع أراضيه التي يتهددها الآن خطر التقسيم وهي آراء أكبر المتفائلين، إلا أن التعليقات المشوبة بالقلق والحذر تقول بأنه إذا قاطعت بعض قوى المعارضة الانتخابات أو إذا لم تعترف بنتائج التصويت فإن الموقف السياسي في البلاد سيتأزم، ومما يزيد الطين بلة غياب الاستقرار ووحدة التنافس بين القوى السياسية في الجنوب السوداني نفسه. .. إن المرحلة الدقيقة والحساسة التي يمر بها السودان تستوجب نجاحه في تجاوز هذه الأخطار والقفز أمام العقبات من خلال إقامة انتخابات حرة نزيهة، وقد تكون أيضا فرصة مثالية ونادرة أمام نظام عمر حسن البشير لاستعادة مصداقيته أمام المجتمع الدولي، إذا تمكن من العبور بالسودان إلى بر الأمان والسلام والاستقرار ...