عُلم أن جهات مجهولة الهوية تقوم في هذه الأيام بتوزيع كتاب يتحدث عن سيرة سيدنا عيسى عليه السلام، يحمل عنوان: ''سيرة المسيح بلسانٍ عربيٍّ فصيح''، تم فيه دمج بين معاني وعبارات من الأناجيل ومن القرآن الكريم. والغريب في الأمر أن الكاتب اعتمد في تقسيمه بشكل يشبه تقسيم القرآن الكريم، حيث قُسّم إلى 30 جزءا وهو نفس عدد أجزاء القرآن الكريم، وكلّ جزءٍ منه مقسّمٌ بما يشبه الآيات القرآنية من حيث الشكل حتى أنّه جعل مسجوعة الآخرِ، وبدأ كلّ جزءٍ بالبسملة ''بسم الله الرحمن الرحيم'' ولم ينسَ صاحبه أنّ يجعل الخط يشبه الخط الذي كُتب به القرآن الكريم من حيث التشكيل ونوع الخط. وقال الشيخ خالد غنايم من فلسطين ''إن هذا الكتاب إساءة للسيد المسيح ولكافة الأنبياء والمرسلين ولكل الأديان السماوية وخاصة الديانة المسيحية. وأن ما يحتويه من دمج بين معاني وعبارات من الأناجيل ومعاني القرآن الكريم يثير اللبس في نفوس الناس. ليس خفية أن هنالك محاولة للتشبه بالقرآن الكريم من خلال عدد الأبواب والزخرفة ومداخل الأبواب، وتقسيمه إلى مقاطع كآيات القرآن الكريم. أنا شخصيا لا أعتبره أكثر من عمل أدبي بعيد كل البعد عن الأدب''. ودعا غانيم رجال الدين المسيحيين أن يقولوا كلمتهم في هذه القضية، وأن يردوا هذا العمل المغرض جملة وتفصيلا, لأن الهدف الوحيد منه نشر الفتنة بين الطائفتين الإسلامية والمسيحية، وهدفه الوحيد التشكيك وزعزعة عقيدة المسلم. ولم يستبعد الشيخ غانيم في حديثه وقوف من أسماهم بالصهيونية الجديدة من وراء هذا العمل، في إشارة منه إلى الصهاينة النصارى والذين وصفهم بأنهم أشد من الصهاينة اليهود عنصرية. من جانبه اعتبر المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أن التطاول على أيا من الديانات الأخرى ممنوع ويجب محاربته قائلا:'' أنا شخصيا لم اطّلع على هذا الكتاب ولم أعلم بوجوده حتى هذه اللحظة, ولكن حسب رأيي انه يحق لكل شخص أن ينادي لدينه, فالمسلم يحق له أن يصدر كتبا عن الإسلام , كما يحق للمسيحي أن يصدر كتبا عن حياة المسيح وسيرته، ولكن دون الإساءة للديانات الأخرى. وأنا اعتبر أي تطاول على أيا من الديانات السماوية ممنوع ويجب محاربته بشتى الوسائل''. وحسب نفس المصادر فإن الكتاب يشير إلى أنه طبع للمرة الأولى عام ,1987 وقد أعيدت طباعته مؤخرا، ويجري توزيعه من جديد.