اختفت في المدة الأخيرة بشكل لافت الكتب التي تروي سيرة سيدنا عيسى عليه السلام، التي كتبها المسلمون من المصدرين الشرعيين القرآن والسنة، من المكتبات الجزائرية، خاصة في المدن الكبرى، حيث كانت المكتبات تعج بكتيبات تروي سيرة الأنبياء الذين ذكروا في القرآن الكريم مثل موسى ويوسف ويحيى وإبراهيم وعيسى عليهم الصلاة والسلام. واللافت أيضا أن كتب أو كتيبات بقية الأنبياء متوفرة بكثرة، بما في ذلك الذين على علاقة زمنية وعائلية بسيدنا عيسى عليه السلام.. ومعلوم أن المكتبات الجزائرية مليئة بكتب سيرة سيدنا عيسى عليه السلام، كما ورد ذكرها في القرآن الكريم في 13 سورة و33 آية قرآنية، خاصة في سور البقرة وآل عمران والنساء والمائدة، وفيها يتم التأكيد على أن سيدنا عيسى بشر وليس ربا، كما جاء في سورة آل عمران "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون"، ويتم التأكيد على أن سيدنا عيسى لم يصلب وإنما تم رفعه، كما جاء في سورة آل عمران "إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا..". وكل هذه الآيات تتنافى مع ما جاء في أناجيل (متى ولوقا).. وقد تزامن هذا الاختفاء مع توزيع كتيبات تنصيرية وأقراص مضغوطة وأفلام تروي سيرة سيدنا المسيح، كما ترويها الكتب الإنجيلية المختلفة والمحرفة والتي وصلت إلى أيدي أبرياء من أطفالنا في المدارس، حيث تروي ميلاد الرب يسوع، ومعنى ميلاد الرب يسوع من الروح القدس ومريم العذراء، والصلاة في الخفاء وكلها تبطل ما جاء في القرآن الكريم عن السيد المسيح، وهي نقطة الخلاف الكبرى ما بين المسلمين والمسيحيين. وقد سألنا عددا من أصحاب المكتبات، فأكدوا أن كتيبات سيرة الأنبياء تلقى رواجا لدى أطفال المدارس، وهي من أهم البضاعة الفكرية التي يبيعونها، لكنهم لم يستطيعوا تفسير نفاد الكتب التي تتحدث عن سيدنا عيسى دون غيرها ولم ينتبهوا أصلا للذين اشتروها دون غيرها من سير الأنبياء والرسل، ووصل الإجماع إلى الاحتمال أن يكون وراء حكاية نفاد كتب سيرة سيدنا عيسى من مكتباتنا فاعل مع سبق الإصرار والترصد. ناصر