أوضح ولد لعروسي أن انتشار ظاهرة الأمركة الثقافية التي تصطدم مباشرة مع ثوابت الدين الإسلامي تدعونا نحن العرب إلى تكثيف وتوحيد الجهود للتصدي لهذا الزحف الخطير الذي بات يهدد العالم الإسلامي . و نوه ولد لعروسي في هذا الصدد بالدور الفعال لمعهد العالم العربي بباريس في التصدي لظاهرة الأمركة الثقافية قائلا'' ان أعداء الثقافة بشكل خاص ليس الآخر ، بل نحن العرب و واخص بالتحديد الرجل السياسي العربي ''، مذكرا بمساعي وجهود هيئته في وضع حد لهذه الظاهرة من خلال تنظيمها لمعرض حول '' الفنون الإسلامية'' مؤخرا والذي عرضت من خلاله بعض الوثائق التاريخية من عهد الخلفاء الراشدين إلى يومنا هذا و كذا بعض المخطوطات المهمة ، إضافة لتنظيمها مؤتمرا كبيرا عن القدس استقطب الكثير من المثقفين و الإعلاميين. وقال ولد لعروسي ان ما ينقصنا توفير الإمكانيات المطلوبة لعملنا أشياء كثيرة هذه البرمجة الثقافية اليومية جعلت المجتمع العربي المسلم و غير المسلم و حتى الأوربيون أنفسهم يؤمونه يوميا. فالمعهد حسب الطيب استطاع أن يحتوي مشاكل الأمة العربية الإسلامية '' إن وجود مركز مثل هذا يعد أهم انجاز قام به العرب في ثلاثين سنة الأخيرة، المعهد يقدم كل الموضوعات دون طابوهات و كل المواضيع هي لصيقة بالوطن العربي ناقش مواضيع عديدة عن الإسلام و جيء بمفكرين كبار في هذا المجال هذه المساهمة تأتي في اطار تظاهرة باريس عاصمة الثقافة العالمية ''. ..ويكشف عن كتاب مرجعي حول الرائد بن شنب كشف الطيب ولد لعروسي عن مشروع كتاب جديد وهو كتاب مرجعي حول العلامة ''محمد بن شنب'' او كما سماه ''رائد العالم العربي''، وهو بصدد التحضير له في شكل أجزاء من المنتظر ان يرى الجزء الأول منه النور في الأيام القادمة ويتكون من 1200 صفحة. كتاب أعده ولد لعروسي رفقة طابليت يتناول فيه السيرة الذاتية والأدبية لهذا العلامة الذي يعتبر عبقرية مبكرة، تميز ب الإلمام بعلوم وثقافة عصره إضافة لتمسكه بأصالته وهويته. إضافة إلى تكوينه التقليدي بمسقط رأسه المدية دخل المدرسة الفرنسية وحصّل في سن مبكرة سنة 1898 على شهادة مدرسة المعلمين ببوزريعة في اللغة الفرنسية، درّس في الجزائر، قسنطينةوالمدية. كان أوّل عربي ينال درجة الدكتوراه الأمر الذي أهله ليعيّن سنة 1924 في منصب أستاذ في كلية الآداب بجامعة الجزائر. كما تميّز باطلاعه الواسع على العديد من اللغات والثقافات، وهو ما يتجلى من خلال إنتاجه الغزير الذي فاق الخمسين بين مقال وكتاب، حيث اختص بالدراسات اللغوية والأدبية والتاريخية وتحقيق التراث.