فيما يتعلق بالأسباب التي جعلت العالم الإسلامي مستهلكا هذا الاستهلاك وجعله محطة تكالب غربي عليه، أوضح لعروسي أن ذلك راجع إلى غياب المثقف العربي الذي ليست له سياسة واضحة تسمح له بالتعبير عن أفكاره، بالإضافة إلى تخاذل العرب وإصرارهم على العيش خارج التاريخ بعد ان فقدوا حاضرهم. وذهب لعروسي بعيدا حين قال ''عندنا مثقفون أكفاء منتشرون عبر العالم الغربي يتبوأون مراكز جيدة ولا احد يستفيد منهم.. من الممكن ان يستدعونهم إلى الملتقيات التي تنظمها بلدانهم لكن لم نبحث عن منهجية صحيحة للاستفادة منهم''، مستشهدا بالقضية الفلسطينية التي تحارب كما قال على أكثر من جبهة. فإسرائيل ومن ورائها أمريكا من جهة وتماطل الصمت العربي وعدم فهمهم لهذه القضية من جهة أخرى، كل هذه المعطيات -يضف محدثنا- جعلت العالم العربي والإسلامي يتراجع بشكل سريع إلى الوراء مستشهدا بقول الفيلسوف الفرنسي برنار بادي، الذي حمل المثقفين المسلمين والعرب مسؤولية الفراغ الخطير الذي تسبب في غياب مشاريع فكرية تسمح بطرح نقاش علمي تجديدي موازاة مع التطور الشامل الذي عرفه العالم، الأمر الذي أدى حسب ولد لعروسي إلى انتشار ظاهرة العودة إلى الماضي الديني الطوباوي الروحي بشكل لا يسمح بتجديد الخطاب الفكري المتعلق بالحكم السياسي. وبالمناسبة أثار ولد لعروسي مشكل غياب التعبئة لدى الجماهير العربية والإسلامية حول مشروع يناهض الفعل الإرهابي الحاصل الذي قال بشانه إنه ليس نتاج مجتمع وإنما يعبر عن موقف أفراد نخبويين اختاروا العنف كوسيلة للتعبير. كما تحدث عن حتمية ارتفاع الأنظمة العربية والإسلامية إلى مستوى مسؤولياتها التاريخية في علاقتها مع الدول الغربية بوجه عام و أمريكا بوجه خاص والتي تهينهم في كل مرة، وذلك بتأييدها لإسرائيل بشكل يثير استياء الشعوب ويفقدها ثقتها في الحكام، وقال ولد لعروسي ''لا يمكن الحديث عن تخلف العالم العربي دون انتقاد سياسته الداخلية التي لا تملك الجرأة في وضع مخطط للنهوض ببلدها وشعبها''.