يلاحظ القارئ، وهو يتجول بين أروقة الصالون الوطني السابع الذي تختتم فعالياته بعد غد بقصر المعارض الصنوبر البحري والمنظم من قبل النقابة الوطنية للناشرين الكتب، أن أغلب دور النشر المشاركة في هذا الحدث الثقافي المحلي والبالغ عددها 74 دار نشر قامت بحملة نظافة لمخازنها من خلال عرضها لعناوين أكل عليها الدهر وشرب. فأغلب العناوين المعروضة ألفنا مشاهدتها على رفوف أجنحة العرض في مختلف التظاهرات التي احتضنتها الجزائر في السنوات القليلة الماضية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ''السيرة الذاتية للمطرب الهاشمي قروابي'' الذي تم إصدارها في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية ,2007 وكتب تاريخية مهضومة ومستهلكة من قبل القراء الذين يستغلون هكذا تظاهرات سنوية للتعرف على عالم الكتاب في بلادنا، خاصة منهم فئة الطلبة والباحثين الذين يغتنمون مثل هذه الفرص للاطلاع على جديد المكتبة الجزائرية والعالمية واقتناء ما يلبي رغباتهم وطموحهم العلمي والفكري وما يخدم محتوى رسائل التخرج هم بصدد تحضيرها على جميع المستويات. ''كتاب في كل يد''.. شعار لا يخدم التظاهرة ركزت دور النشر في معظمها على الكم وأهملت الكيف، وهو ما لا يعكس تماما شعارها المرفوع في طبعة صالون هذه السنة والقائم على ''كتاب في كل يد''، ليصطدم المتلقي بكمية الكتب المعروضة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. وفيما يخص الكتب الخاصة بالناشئة فحدث ولا حرج نفس العناوين المملة والقديمة التي تستقبل القارئ الصغير في كل مرة: ''الثليجة البيضاء والأقزام السبعة''، ''علاء الدين والمصباح السحري''، ''أميرة الثلج''.. عناوين كلها عهدناها في الطبعات السابقة، وهوما يؤكد أن الناشر لم يكلف نفسه عناء تقديم الجديد رغم أننا نملك كتابا في المستوى لهم الجديد ينتظر من يحتضنه للطبع. عدا بعض الدور التي عرضت عنوانا إلى عنوانين جديدين لتعبئ أركانها بكتب خاصة ب ''التداوي بالأعشاب الطبية'' و''النباتات الطبية'' وهي عناوين ذاتها تعرض في كل مناسبة. المرأة تبحث عن ضالتها في الصالون كما أعربت المرأة الزائرة لهذا المعرض عن أسفها وهي تبحث عن ضالتها بين رفوف المعرض، لتكتشف أن معظم الكتب التي تبحث عنها في مجال الطبخ والصحة قديمة سبق عرضها لمرات عديدة خلال الطبعات الفارطة للتظاهرات الخاصة بصالون الكتاب منها كتاب ''500 نصيحة لصحة أسرتك'' وعناوين أخرى. الأقراص المضغوطة هي الأخرى لم تسلم من التكرار، فالعناوين ذاتها وجدناها تفرض نفسها في كل تظاهرات منها ''علماء مسلمون'' سلسلة ألعاب للأطفال، بينما فضلت دور نشر أخرى تكديس رفوفها بالكتب شبه المدرسية باعتبارها مادة حيوية ستعرف طريقها إلى الزائر لا محالة خاصة ونحن نعيش الأيام الأخيرة من السنة الدراسية التي ميزها الإضراب. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما مصير مشروع ألف عنوان وعنوان الذي دعت إليه وزارة الثقافة والمزكى من قبل رئيس الجمهورية والذي يهدف إلى تغذية الفكر والرفع من شأن العلم في بلادنا وجعله أداة لترقية حركة النشر والكتاب بالجزائر؟ ماذا أنتجت دور النشر طول السنة وماذا أضافت دور النشر الفتية التي عجت بها الساحة الوطنية وهي في تنامٍ مستمر منذ سنة 2007 والتي يعول عليها في إنتاج الكتب كما ونوعا؟