يسعى القائمون على إحياء الأسبوع الثقافي لولاية عين الدفلى إلى إبراز عادات وتقاليد المنطقة والممارسات اليومية لسكانها، بهدف المساهمة في المحافظة على ما هو جميل في هذا الموروث الشعبي. وحسب السيدة فاطمة، إحدى المشاركات في المعرض، فإن المكان يعد فرصة لتدوين ما نستطيع جمعه من موروث الولاية الذي بدأ جزء كبير منه بالانقراض من الذاكرة الشعبية للمنطقة، ولم يتبق إلا في ذاكرة كبار السن الذين نغتنم الفرصة دوما لنستفيد من شهادتهم الشفوية القيمة في هذا المجال. احتضنت قاعة الموقار بالعاصمة فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية عين الدفلى بمشاركة مجموعة من العارضين الذين استطاعوا أن ينقلوا تراث وعادات وتقاليد منطقة عين الدفلى إلى الجمهور العاصمي بشكل مميز جمع بين الأزياء التقليدية والطبخ والأواني الفخارية، بالإضافة إلى لوحات زيتية وصور فوتوغرافية تبين عراقة وأصالة المنطقة، وهو ما أكدته السيدة فاطمة التي اعتبرت إقامة مثل هذه الأسابيع الثقافية فرصة لمعرفة الآخر وإعطاء نفس جديد للثقافة الجزائرية من خلال التركيز على إظهار جوانب مختلفة للمنطقة مع التأكيد على إظهار كل ما هو تقليدي نابع من خصوصيات المنطقة، وأكثر ما يمكنه إعطاء صورة مصغرة عن ولاية عين الدفلى هو الملابس التقليدية والطبخ. ومثل ما هو واضح فالجزائر معروفة بتنوع عادات وتقاليد سكانها من منطقة إلى أخرى، وهو ما يحرص عليه القائمون على من خلال التركيز على هذه الجوانب لجلب أكبر عدد ممكن من الجمهور المتعطش لاكتشاف عادات وتقاليد مناطق مختلفة من الوطن. الطبخ والأزياء التقليدية حاضران بقوة لازال سكان منطقة عين الدفلى يحاولون جاهدين للحفاظ على جزء من موروثهم الاجتماعي والثقافي الذي بدأت رياح التغيير تزيح جزءا كبيرا من خصوصيته. لكن المثير في الأمر أن آثار التمدن التي بدأت تظهر على عاداتهم في الأعراس وإقامة الأفراح مازالت محافظة على جزء كبير من خصوصية المنطقة وزخمها الثقافي والاجتماعي وهو ما لاحظناه على هامش الأسبوع الثقافي لولاية عين الدفلى الذي احتضنت فعالياته قاعة ''الموقار'' بالعاصمة، حيث كان الجمهور العاصمي على موعد مع اكتشاف عادات وتقاليد ولاية عين الدفلى من خلال عرض مجموعة من الملابس التقليدية والأواني الفخارية، بالإضافة إلى أكلات تقليدية تشتهر بها المنطقة على غرار أكلة الحامضة والعيش والرفيس الذي كان حاضرا على امتداد أيام المعرض، وهو كما، تقول السيدة فاطمة حرفية من ولاية عين الدفلى، مجرد عينة بسيطة من المطبخ الملياني الذي يعرف بتنوعه وخصوصيته الكبيرة. فأعراس المنطقة لا تخلو من وجود الكسكسى والحريرة كما أن اللباس التقليدي، حسب مصممة الأزياء شمس النهار، له خصوصيته المميزة في أرجاء ولاية عين الدفلى، حيث تجد المرأة هناك فرصة لارتداء الزي التقليدي سواء في المناسبات أو حتى في الاستعمال اليومي كسروال ''لمدور'' الذي لا تستغني عنه النساء في الولاية على اختلاف أعمارهن، منه ما هو مصنوع من القماش الخفيف للاستعمال اليومي ومنه ما هو مصنوع من قماش غالٍ ترتديه النساء في المناسبات والأفراح. أما الفخار واللوحات الزيتية فكانت هي الأخرى حاضرة بقوة في الأسبوع الثقافي لولاية عين الدفلى، حيث تنوعت المعروضات بين الأواني الفخارية المستعملة في الزينة مثل المزهريات بمختلف أحجامها، بالإضافة إلى أواني الأكل والطبخ مثل القدر والقصعة التي زينت بنقوش وزخرفات متنوعة أظهرت تمازج الفن بالطبيعة في ولاية عين الدفلى وقدرة المبدع على ابتكار صنوف متنوعة من التحف التقليدية الجميلة.