يرحل بنا الدكتور محمد شطوطي إلى عالم مليء بالتساؤلات و الأطروحات التي عجز العلم عن الإجابة عليها في أحيان كثيرة، وذلك عبر إصداره الجديد الصادر عن دار طليطلة ''المدخل إلى الفلسفة العامة''. حاول شطوطي خلال مؤلفه تبسيط العديد من المحاور في المقرر الجامعي للسنة الأولى، باعتبار الفلسفة في نظره باقية ما بقي الإنسان وتلازم هذا الأخير، فهي ماضيه الذي لا يمكن أن ينسلخ منه وحاضره ومستقبله وهما يشكلان وحدة متناغمة ومتداخلة والثالث مرفوع بينهما، مفندا بذلك اعتقادات بعض الكتاب الذين يرفضون الخوض في الكتابات الفلسفية وحجتهم في ذلك أن المواضيع التي تعالجها هذه الأخيرة قد أكل عليها الدهر وشرب، ولم يعد لها وزن ولا تلبي احتياجات مستجدات العالم الراهنة. ويرى الدكتور شطوطي أن الفلسفة لها دور كبير في التعامل مع القضايا الحالية، وهو يؤمن بأن لكل عصر رجاله ومشاكله المستعصية وقضاياه ومباحثه ومناهجه، وأن القضايا المعاصرة غير القضايا التي كانت موضوع نقاش وبحث في العصور الغابرة، وهو بذلك يريد تبرير الموقف الذي جعله يخوض في ثنايا المواضيع الفلسفية. استهل الكاتب برسم هيكل تنظيمي لشرح أبعاد محاور الكتاب عن طريق تخطيط عام من خلال إعطاء تعريف مصطلح الفلسفة وعلاقة هذا الأخير بالعلوم والمعارف وتبيان مباحثها وقضاياها، لينتقل بعدها إلى المعرفة الإبستمولوجية حيث ركز على بعض النقاط الأساسية لتجسيد معنى هذه المعرفة، وقسمها إلى قسمين: أنطولوجيا أي الوجود والإكسيولوجيا وتعني القيمة وكسمولوجيا أي علم الكونيات، كما دعم الكاتب عمله بمجموعة من المقالات للتدريب تحوي مواضيع قيمة .