تأكد بشكل رسمي أن موعد وضع حجر الأساس لمسجد مرسيليا الكبير سيكون في العشرين من شهر ماي الداخل حسب ما أعلن على الموقع الرسمي للجمعية المتكفلة بهذا المشروع، وهذا بعد أن لم تستطع تأمين المبالغ المالية اللازمة لإطلاقه في ال21 من الشهر الحالي. وأفادت جمعية مسجد مرسيليا على موقعها الالكتروني أن تاريخ 20 ماي 2010 سيكون موعدا لوضع حجر أساس بناء المسجد الذي ينتظر أن يكون من أهم المراكز الإسلامية في عاصمة الجنوب الفرنسية. ووجهت الجمعية من خلال رئيسها نور الدين الشيخ نداء إلى كل من يريد حضور مراسيم إطلاق هذا المشروع للحضور يوم عشرين ماي، طالبا منهم الحجز المسبق للمشاركة قصد توفير جميع الإجراءات الأمنية اللازمة لذلك، خاصة في وجود احتمال إمكانية محاولة بعض المتطرفين التشويش وإفساد إطلاق هذا المعلم الإسلامي. ولم تستطع الجمعية شهر مارس المنقضي من تأمين مبلغ 3 أو4 ملايين يورو المطلوبة للشروع في الأشغال الأولى، الأمر الذي طرح عدة تساؤلات لدى الواقفين وراء هذه المبادرة عن مدى تمكنهم من جمع مبلغ 22 مليون يورو اللازمة لإتمام بناء المسجد بشكل كلي. وتعول جمعية المسجد على أن تكون للدول العربية والإسلامية مساهمة كبيرة ترقى إلى حجم الجالية المسلمة الموجودة في عاصمة الجنوب الفرنسي، خاصة وأن الجالية المقيمة هناك ليس في مقدورها تقديم تبرعات كبيرة بالنظر إلى إمكاناتها المالية المحدودة. ويرى البعض أن ما ساهم في تأخر المساهمات المالية هو الشرط الذي وضعته جمعية المسجد التي طلبت بأن لا تتعدى مساهم الدول 20 إلى 25 في المائة فقط للمحافظة على استقلالية المسجد. وسبق لنور الدين الشيخ أن أشار إلى أن الجزائر قد دفعت إلى غاية مارس الماضي مبلغ 160 212 يورو من أصل مليون كانت قد تحدثت عن دفعها خلال انطلاق المشروع، مشيرا إلى أن المساهمات الجزائرية في بناء هذا المسجد لن تفوق خمسة ملايين يورو، بالنظر إلى شروط المساهمات، في حين لم تعلن دول إسلامية أخرى قيمة مساهمتها، أو إن كانت لها نية في دعم بناء هذا الجامع. وسبق لدول إسلامية أخرى كتركيا وجزر القمر أن أعلنت مساهمتها في بناء هذا المسجد الذي سيشيد بالمقاطعة ال15 بمدينة مرسيليا. وكانت جمعية المسجد قد حصلت خلال العام الماضي على ترخيص من رئيس بلدية مارسيليا جون كلود غودين يجيز ببناء مسجد كبير ببلديته، والذي سيصمم وفق طابع عربي أندلسي، ويهدف منه إلى أن يكون مركز إشعاع إسلامي كبير، وليس مجرد سد فجوة نقص المساجد بمرسيليا التي تتوفر على 40 مسجدا بما فيها المصليات وفقا للإحصاءات الرسمية، وسيتميز هذا المسجد بمئذنة عملاقة ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم. وأسندت مهمة تصميم هذا المسجد إلى مجموعة من المهندسين الفرنسيين، في حين أن المهندس الرئيسي هو ماكسيم روبو، وهو المسؤول عن مؤسسة للهندسة المعمارية بالحوض المتوسطي تدعى ''ب. ا.م''، ويوجد أحد مكاتبها في الجزائر، وقد ذكرت الشركة على موقعها الالكتروني أن ''مسجد مرسيليا الكبير ليس مجرد طلبية مالية بسيطة، إنما يدخل ضمن أطر منطق واضح جدا''، ويرجع ذلك إلى أن الشركة تسعى إلى توسيع انتشارها بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط وتقدر تكلفة المسجد الكبير بنحو 22 مليون أورو، سيتم تدعيمه من طرف عدة دول إسلامية في مقدمتها الجزائر وتركيا وجزر القمر، وسيشيد بالمقاطعة ال15 بمدينة مرسيليا.