عقدت الجمعية الدينية لمسجد مرسيليا الكبير أول أمس جمعيتها العمومية لانتخاب مكتب مجلس المسجد، وكذا طرح مسألة إمكانية انضمام أعضاء جدد لها وسط ادعاءات مغربية من إمكانية سيطرة الجزائر على أكبر صرح ديني سيقام في عاصمة الجنوب الفرنسي التي تتواجد بها اكبر جالية مسلمة في فرنسا . والتأمت جمعية مسجد مرسيليا أمس لانتخاب مكتب المجلس الذي سيسهر على تسيير ومتابعة إقامة هذا المسجد المنتظر تسليمه عام ,2012 والتي لم تتسرب ما آلت نتائجه، بسبب وجود أطراف عديدة تسعى للفوز بمكتب المدينة الفرنسية التي تحتضن اكبر جالية مسلمة مقيمة في فرنسا . وأفادت تقارير إعلامية أن من يأتي في مقدمة المرشحين لرئاسة هذا المكتب هو نور الدين الشيخ رئيس الجمعية الدينية للمسجد والذي كان وراء إطلاق المشروع منذ البداية ، في حين تتحدث بعض الأوساط على أن تكون فاطمة اورساتلي أمينة الخزينة من المرشحين، وهي التي تشغل منصب مستشار إقليمي، إلا أن مهمتها السياسية قد تكون عائقا لتحقيق طموحها بالنظر إلى رغبة الجميع في أن يكون المسجد بعيدا عن التوجهات السياسية. وقالت اورساتلي أن البعض يريدونها خارج مكتب المسجد، رغم أنه لا توجد أي مادة في القانون الأساسي تمنعها من تولي مناصب سياسية، مدعية أنها تريد إضفاء مزيد من الديمقراطية على هذا المكتب وحمايته من التدخلات الخارجية، مشيرة إلى انه عند الحديث عن التمويل يتم التركيز على الجزائر، في وقت يتم فيه تجاهل المغرب. وبخصوص هذه الانشغالات، رد نور الدين شيخ بقوة قائلا ''إننا منفتحون على الجميع، بل إن حفل وضع الحجر الأول، كان بحضور العديد من الممثلين الدبلوماسيين، واليوم نحن نريد المساواة وبناء هذا المسجد مع جميع البلدان، موضحا بالنسبة لموضوع تجاهل المغرب أن فاطمة اورساتلي هي من كانت مكلفة بإقامة اتصالات معهم، إلا أن المعنية'' لم تنفذ أي شيء. وحول القبعة المزدوجة لفاطمة اورستالي، قال مراد قوال القريب من محيط رئيس البلدية أن أي منتخب في الدولة ليس في إمكانه تقديم أي شيء لهذه الجمعية، وعليه أن يبقى خارجا. ويرجع هذا التنافس بين الجزائري نور الدين شيخ والمغربية فاطمة اورساتلي في حقيقة الأمر إلى صراع بين الرباطوالجزائر حول نفوذ كل بلد داخل الجمعيات الدينية في فرنسا ،خاصة بعد أن استطاعت المغرب في الانتخابات الأخيرة لمجلس الديانة الإسلامية في فرنسا أن تزيح الجزائري دليل بوبكر من الكرسي وتعين مواطنها محمد موسوي، مستغلة في ذلك قانون الانتخاب غير العادل الذي يمنح مقاعد الجاليات في المجلس بناء على مساحة الأمتار التي تسيطر عليها، وليس على عدد أفراد الجالية التي ينتمون لها. وتحاول الجزائر باعتبارها تكتسب اكبر جالية مسلمة مقيمة في مرسيليا أن تفوز بإدارة مسجد مرسيليا الكبير الذي تم وضع حجره الأساس في 20 ماي الماضي، بحضور القناصل العامون للسنغال ومصر وأندونيسيا وتونس والمغرب وسوريا ولبنان وليبيا وتركيا، والذين عقدوا بعدها اجتماعا في ما بينهم وبين ممثلي جمعية المسجد لوضع اطر التزامات هذه الدول المالية ، إلا انه رغم مرور أكثر من شهر عن ذاك الاجتماع لم تقدم هذه الدول إلى اليوم أي التزامات رسمية، ولم تعلن عن مقدار مساهمتها المالية. وعلى عكس باقي هذه الدول، أعلنت الجزائر وقتها على لسان سفير ها بفرنسا ميسوم صبيح دعمها المالي والبشري لهذا المشروع، حيث قال صبيح ''من اجل إظهار تمسكها بقيم الإسلام والتأكيد على أهمية الجالية الجزائرية في مرسيليا ومحيطها، قررت الجزائر المساهمة في الجهد الجماعي كي يبصر هذا المشروع النور أخيرا''، مضيفا ''إن التزام بلادي كامل في المساهمة في نجاح المشروع، سواء معنويا، ماليا، وماديا، وكذلك من خلال توفير الموارد البشرية اللازمة عند الحاجة، لاسيما أئمة يتقنون العربية والفرنسية''. وقد دفعت الجزائر إلى غاية مارس الماضي مبلغ 160 212 يورو من أصل مليون كانت قد تحدثت عن دفعها خلال انطلاق المشروع ولن تفوق المساهمة الجزائر في انجاز هذا الصرح الديني مبلغ خمسة ملايين يورو، بالنظر إلى دفتر الشروط الذي وضعته جمعية المسجد والذي يحدد مشاركة الدول أن تكون على الأكثر بين 20 إلى 25 في المائة، ما يعني أن القيمة الجزائرية لن تتعدى خمسة ملايين وبضع آلاف من اليورو، نظرا لان تكلفة المسجد تقدر ب22 مليون يورو .