لا تزال الجزائر البلد الوحيد الذي قدم التزامات رسميو بدعم بناء مسجد مرسيليا الكبير الذي تبلغ قيمته المالية 22 مليون يورو، ولا يسمح فيه للجزائر إلا بتقديم مبلغ 5 ملايين يورو كأغلى مبلغ تسمح به شروط المساهمة التي يحددها القانون الداخلي لجمعية المسجد. وأوضح موقع '' الأمة'' الناطق بالانجليزية أن الجزائر لا تزال إلى اليوم هي البلد الوحيد الذي أعلن عن مساهمته المالية في بناء مسجد مرسيليا الكبير الذي وضع به حجر الأساس في 20 ماي الماضي، حينما حضر القناصل العامون للسنغال ومصر واندونيسيا وتونس والمغرب وسوريا ولبنان وليبيا وتركيا، والذين عقدوا بعدها اجتماعا في ما بينهم وبين ممثلي جمعية المسجد لوضع اطر التزامات هذه الدول ، إلا انه رغم مرور أكثر من 15 يوما عن ذاك الاجتماع لم تقدم هذه الدول إلى اليوم أي التزامات رسمية ، ولم تعلن عن مقدار مساهمتها المالية . وعكس هذه الدول التي يبقى كلامها إلى اليوم مجرد حديث للتسويق الإعلامي ، أكدت الجزائر خلال مراسيم وضع حجر الأساس أنها ستساهم في بناء مسجد مرسيليا الكبير ماديا ومعنويا وبشريا لكي يرى النور ،كونه يتواجد بمدينة تعرفا تواجد كبير للجالية الجزائرية. وقال وقتها سفير الجزائر بفرنسا ميسوم صبيح ''من أجل إظهار تمسكها بقيم الإسلام والتأكيد على أهمية الجالية الجزائرية في مرسيليا ومحيطها، قررت الجزائر المساهمة في الجهد الجماعي كي يبصر هذا المشروع النور أخيرا''،مضيفا '' إن التزام بلادي كامل في المساهمة في نجاح المشروع، سواء معنويا، ماليا، وماديا، وكذلك من خلال توفير الموارد البشرية اللازمة عند الحاجة، لاسيما أئمة يتقنون العربية والفرنسيةس. وقد دفعت الجزائر إلى غاية مارس الماضي مبلغ 160-212 يورو من أصل مليون كانت قد تحدثت عن دفعها خلال انطلاق المشروع ولن تفوق المساهمة الجزائر في انجاز هذا الصرح الديني مبلغ خمسة ملايين يورو، بالنظر إلى دفتر الشروط الذي وضعته جمعية المسجد والذي يحدد مشاركة الدول أن تكون على الأكثر بين 20 إلى 25 في المائة ، ما يعني أن القيمة الجزائرية لن تتعدى خمسة ملايين وبضع آلاف من اليورو ، نظرا لان تكلفة المسجد تقدر ب22 مليون يورو . ويبدو أن التأخر الملحوظ في إعلان باقي الدول عن دعمها المالي لهذا الصرح الديني ستوقع نوعا من خيبة الأمل على أعضاء جمعية المسجد ،وفي مقدمتهم رئيسها نور الدين شيخ الذي اظهر الكثير من التفاؤل بخصوص الإسراع في انجاز المشروع ،حيث قال ''طال الإعداد لهذا المشروع، لكن لم يعد من شك في انطلاقه''،مضيفا ''أنا أثق في المستقل، واطلب من المسلمين كافة، لاسيما من هم في مرسيليا، التفكير جديا في الأهمية الجوهرية التي يرتديها مسجدنا للتجمع، ومواكبة بنائه حتى النهاية والدفاع عنه. وزاد شيخ بالقول ''إن وضع حجر الأساس عمل رمزي لجمع الدول المسلمة في احتفال كبير وإنهاء الالتزامات ومشاركة الدول المختلفة، كل هذا ينبغي أن يحصل في الأشهر المقبلة على ما اعتقد. ويتخوف من أن يتسبب تأخر وصول الدعم المالي في تأجيل موعد فتح المسجد أمام المصلين الذي تم إرجاءه إلى عام 2012 بعد أن كان مقررا من قبل العام المقبل .