يتم اليوم بالجنوب الفرنسي وضع حجر الأساس لمسجد مرسيليا الكبير الذي ساهمت الجزائر فيه كمرحلة أولية بمبلغ 160 212 من أصل حوالي خمسة ملايين يسمح بها القانون الداخلي لهذه المؤسسة لكل مساهم بتقديمها لبناء هذا الصرح الديني الذي ينتظر أن تقام به أول صلاة خلال العام القادم. وأعلنت جمعية مسجد مرسيليا على موقعها الالكتروني أن مراسيم وضع حجر الأساس لهذا المسجد ستتم اليوم بحضور ممثلين عن الدول الإسلامية، وذلك بعد أن كانت قد أجلت ذلك بسبب عدم استطاعتها تأمين المبالغ المالية اللازمة لإطلاقه في اليوم ال21 من شهر أفريل الماضي. وأوضحت الجمعية ذاتها أن هذا المسجد الذي ينتظر أن يكون من أهم المراكز الإسلامية في عاصمة الجنوب الفرنسية، ورمزا للإسلام في فرنسا، سيعرف إقامة أول صلاة به العام القادم إن سارت الأمور كما تم التخطيط لها. وقصد ضمان حضور أكبر للجالية المسلمة، كانت الجمعية ذاتها قد وجهت من خلال رئيسها نور الدين الشيخ نداء إلى كل من يريد حضور مراسيم إطلاق هذا المشروع للحضور يوم عشرين ماي، طالبا منهم الحجز المسبق للمشاركة قصد توفير جميع الإجراءات الأمنية اللازمة لذلك، خاصة في وجود احتمال إمكانية محاولة بعض المتطرفين التشويش وإفساد إطلاق هذا المعلم الإسلامي. ولم تستطع الجمعية شهر مارس الماضي من تأمين مبلغ 3 أو4 ملايين يورو المطلوبة للشروع في الأشغال الأولى، الأمر الذي طرح عدة تساؤلات لدى الواقفين وراء هذه المبادرة عن مدى تمكنهم من جمع مبلغ 22 يورو اللازمة لإتمام بناء المسجد بشكل كلي. وتعول جمعية المسجد على أن تكون للدول العربية والإسلامية مساهمة كبيرة ترقى إلى حجم الجالية المسلمة الموجودة في عاصمة الجنوب الفرنسي، خاصة وأن الجالية المقيمة هناك ليس في مقدورها تقديم تبرعات كبيرة بالنظر إلى إمكاناتها المالية المحدودة. ويرى البعض أن ما ساهم في تأخر المساهمات المالية هو الشرط الذي وضعته جمعية المسجد التي طلبت بأن لا تتعدى مساهمة الدول 20 إلى 25 في المائة فقط للمحافظة على استقلالية المسجد. وسبق لنور الدين الشيخ أن أشار إلى أن الجزائر قد دفعت إلى غاية مارس الماضي مبلغ 160 212 يورو من أصل مليون كانت قد تحدثت عن دفعها خلال انطلاق المشروع، مشيرا أن المساهمات الجزائرية في بناء هذا المسجد لن تفوق خمسة ملايين يورو بالنظر إلى شروط المساهمات، في حين لم تعلن دول إسلامية أخرى قيمة مساهمتها أو إن كانت لها نية في دعم بناء هذا الجامع. وسبق لدول إسلامية أخرى كتركيا وجزر القمر أن أعلنت مساهمتها في بناء هذا المسجد الذي سيشيد بالمقاطعة ال15 بمدينة مرسيليا. وكانت جمعية المسجد قد حصلت خلال العام الماضي على ترخيص من رئيس بلدية مارسيليا جون كلود غودين يجيز ببناء مسجد كبير ببلديته، والذي سيصمم وفق طابع عربي أندلسي، ويهدف منه إلى أن يكون مركز إشعاع إسلامي كبير، وليس مجرد سد فجوة نقص المساجد بمرسيليا التي تتوفر على 40 مسجدا بما فيها المصليات وفقا للإحصاءات الرسمية، وسيتميز هذا المسجد بمئذنة عملاقة، ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم. وأسندت مهمة تصميم هذا المسجد إلى مجموعة من المهندسين الفرنسيين، في حين أن المهندس الرئيسي هو ماكسيم روبو، وهو المسؤول عن مؤسسة للهندسة المعمارية بالحوض المتوسطي تدعى ''ب. ا.م''، ويوجد أحد مكاتبها في الجزائر، وقد ذكرت الشركة على موقعها الالكتروني أن ''مسجد مرسيليا الكبير ليس مجرد طلبية مالية بسيطة، إنما يدخل ضمن أطر منطق واضح جدا''، ويرجع ذلك إلى أن الشركة تسعى إلى توسيع انتشارها بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. وتقدر تكلفة المسجد الكبير بنحو 22 مليون أورو، سيتم تدعيمه من طرف عدة دول إسلامية في مقدمتها الجزائر وتركيا وجزر القمر، وسيشيد بالمقاطعة ال15 بمدينة مرسيليا.