نجا السفير البريطاني في اليمن صباح أمس الإثنين من هجوم انتحاري، استهدف موكبه في صنعاء ما خلف قتيلا، على ما أفادت مصادر في أجهزة الأمن. وقال مصدر يمني مطلع ''قام الانتحاري بالاندفاع صوب سيارة السفير بالقرب من موقع السفارة الذي يقع بجوار أحد أهم الفنادق العالمية- موفنبيك- وفجر نفسه''. وأوضح المصدر أن سيارة السفير لم تصب بأذى في حين أصيبت سيارة تابعة للشرطة المرافقة ببعض الشظايا. ولم تحدث أية خسائر سوى مقتل الانتحاري وتمزق جثته إلى أشلاء. وقالت شانتيل مورتايمر المتحدثة باسم السفارة البريطانية في صنعاء لرويترز ''نؤكد وقوع حادث هذا الصباح لأحد أعضاء السفارة... نعمل عن كثب مع السلطات اليمنية لتحري ما حدث. نؤكد أنه لم يسقط أي ضحايا بريطانيين أو من العاملين بالسفارة''. واستطردت ''السفارة ستظل مغلقة''. وعقب التفجير اتهمت وزارة الداخلية اليمنية تنظيم القاعدة بتنفيذه، وجاء في بيان نشرته الوزارة على موقعها الالكتروني أن ''هذه العملية تحمل بصمات القاعدة ''، مضيفة أن ''الإرهابي فجر نفسه لدى مرور موكب السفير مما أدى إلى تناثر أشلائه، فيما تحاول قوات الأمن تحديد هويته''. وذكرت مصادر أمنية يمنية أن الأجهزة الأمنية بدأت فور وقوع الحادث تحقيقاتها الأولية وجمع المعلومات والتحريات للوقوف على كل تفاصيل وملابسات الحادث. ولفتت إلى أنه ''ربما يقف تنظيم القاعدة وراء الحادث خاصة وأنه تم بالأسلوب الذى عادة ما ينتهجه التنظيم بالإضافة إلى التهديدات التي وجهها التنظيم في وقت سابق إلى المصالح البريطانية والأمريكية باليمن''. كما أكدت المصادر أن الوقت مازال مبكرا لكشف ملابسات الحادث وأنه يصعب الإشارة بأصابع الاتهام على سبيل الجزم إلى أية من الجهات التى يمكن أن تكون وراء الحادث. ومن جهتها فرضت قوات الأمن اليمنية طوقا أمنيا حول محيط السفارة البريطانية بالعاصمة صنعاء فور وقوع حادث التفجير الانتحاري ومنعت الصحافيين والمصورين من الاقتراب. وكانت السفارتان البريطانية والأمريكية قد أغلقتا أبوابهما لعدة أيام مطلع العام الجاري إثر تهديدات من تنظيم القاعدة باستهدافهما، وفي لندن أكدت وزارة الخارجية البريطانية حصول انفجار بالقرب من سيارة السفير تورلوت كما أكدت أن السفير لم يصب بأي أذى كما لم يصب أي من موظفي السفارة. وأعلنت الوزارة أن سفارة بريطانيا في صنعاء ''ستبقى مغلقة في الوقت الراهن أمام الجمهور'' ودعت مواطنيها في اليمن إلى عدم لفت الأنظار و''التيقظ''. تجدر الإشارة إلى أن هذا هو الهجوم الأول في اليمن منذ مطلع العام وهو يأتي بعد أن كثفت السلطات اليمنية حملتها ضد عناصر تنظيم القاعدة الذي سبق أن تبنى عدة هجمات استهدفت سفارات اجنبية ومنشآت نفطية. وكانت سفارات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا أغلقت أبوابها مؤقتا مطلع جانفي الماضي بسبب تهديدات القاعدة. يشار إلى أنه في ديسمبر 2009 أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن أجهزة الأمن أحبطت هجوما انتحاريا كان يستهدف السفارة البريطانية. يذكر أيضا أن اليمن يكافح منذ سنوات تنظيم القاعدة وجماعات متشددة أخرى وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو جناح القاعدة في المنطقة يتمركز في اليمن وهدد من قبل بتنفيذ هجمات تستهدف سفارات أجنبية.