درس البرلمان الأوروبي خلال اليومين الماضيين سبل وضع منهجية عملية لبعث الاتحاد من اجل المتوسط الذي جمد منذ حرب غرة عام ,2008 وذلك بأمل توفير جميع الظروف اللازمة لعقد القمة الثانية لهذا الاتحاد شهر جوان المقبل ببرشلونة الاسبانية ، في حين يراه النائب الفرنسي آرنومونتبورغ المنتمي لليسار الاشتراكي ''قوقعة فارغة''. وركز النواب الأوروبيون خلال مداخلاتهم على بحث جميع الوسائل الكفيلة بتنشيط الاتحاد من اجل المتوسط ،بغية اتخاذ قرارات حاسمة سيكون لها دور فعال في إنهاء حالة الجمود التي يعيشها هذا التكتل ،خاصة وان الاتحاد الأوروبي يسعى من ذلك إلى تحقيق أهدافه المتمثلة في استحواذه على مشاريع الشراكة مع دول الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط . وشهد هذا الاجتماع ، تقديم عضو البرلمان فانسينت بيو أمام لجنة الشؤون الخارجية تقريرا يشرح التطورات التي عرفها الاتحاد من اجل المتوسط، والهادف الى مواصلة النقاش داخل البرلمان الأوروبي حول هذا المشروع، مع الأخذ بعين الاعتبار تطورات الوضع التي تعرفها الساحة الأوروبية، وتحدي نقص التمويل الذي لا يزال يهدد تنفيذ المشاريع المتوسطية . إلى ذلك ، لم يتردد النائب الفرنسي آرنومونتبورغ المنتمي لليسار الاشتراكي، والذي يشغل منصب رئيس المجلس العام لمنطقة ساون ولوار خلال تنشيطه ندوة صحفية بالجزائر ، في وصف الاتحاد من أجل المتوسط ب''القوقعة الفارغة''،بسبب حالة الجمود التي يمر بها ،داعيا إلى ضرورة إعادة التفكير فيه من خلال العمل على إعادة تنشيط العلاقات الثنائية ،سيما بين فرنسا والجزائر. وقال آرنو مونتبورغ '' أنه ''لدينا اليوم قوقعة فارغة'' إلا أنه ينبغي السهر على أن تكون علاقاتنا الثنائية جيدة سيما بين فرنسا والجزائر حتى نصبح العمود الفقري لهذا الحلف بين ضفتي المتوسط''، مضيفا أن ''الثنائي الفرنسي الألماني قد نشأ حتى يكون قاطرة البناء الأوروبي'' ، لذلك فهو يأمل أن يكون''الثنائي الفرنسي الجزائري محركا لتعاون ضفتي شمال وجنوب المتوسط''. وربط النائب الفرنسي الوصول إلى هذا المبتغى بوجود ''إرادة سياسية مشتركة وملتزمة مشروطة بتسوية المشاكل المترتبة أو الناتجة عن الماضي من أجل بلوغ علاقات ثنائية قويةس. ويرى عضو الحزب الاشتراكي المعارض أن الاتحاد من أجل المتوسط لا يمكنه التقدم ما دام هناك ''تفاوت حقيقي بين تطلعات بلدان الجنوب والشمال، مقارنة بما يجب أن يكون عليه إطار الاتحاد من أجل المتوسط''، مردفا في هذا الإطار بالقول ''إن الأوروبيين يتكلمون عن التبادل الحر بين البلدان المتوسطية، فيما تريد دول الجنوب استثمارات، وكان يعتقد بأن التجارة الحرة يمكن أن تخلق ثروات إلا أنها لم تقم في الواقع إلا بزيادة الاختلال وخلق هوة حقيقية بين بلدان الضفتين''. وأقر آرنو مونتبورغ أن حل بعض النزاعات بين البلدان الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط على غرار النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني يمكن أن يسهم في إخراج الاتحاد من ''المأزق'' الذي يوجد فيه. وتنتظر أوروبا من قمة برشلونة في جوان المقبل أن تكون محطة لبعث هذا الاتحاد الذي لم يراوح مكانه منذ إنشائه في 13 جويلية 2008 من قبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، والذي سرعان ما اصطدم خلال ديسمير من العام نفسه باعتداء الاحتلال الإسرائيلي على سكان غزة، وهو ما ينافي قوانين الاتحاد لأنها جاء ت من دولة عضو ضد أخرى عضو في هذا التكتل.