دول الجنوب لا تحسن إلا المطالبة بالمال والتأشيرات وتنظر إلى الاتحاد ك”شباك بنكي” انتقد كاتب الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، بيار لولوش، نظرة دول الجنوب إلى الاتحاد الأوروبي على أنه ”شباك بنكي”، وقال إن هذه الدول لا تحسن إلا المطالبة بالمال والتأشيرات، وهو ما سمعه عند زيارته لعدد من دول الجنوب منها المغرب. وأضاف المسؤول الفرنسي أن صفة الأفضلية في الشراكة من خلال صفة ”الوضع المتقدم”، ليست كافية للتقرب من الاتحاد الأوروبي، ولكن التقرب حسبه يتحقق من خلال اعتماد نفس المعايير الأوروبية في قطاعات عديدة منها البنوك والتأمينات والصناعة، وعبر عن استغرابه عدم مطالبة الجزائر بصفة ”الوضع المتقدم”، كبعض الدول الجنوبية. وعبر بيار لولوش، في حديث صحفي لمجلة ”جون أفريك”، عن استغرابه لعدم مطالبة الجزائر بصفة ”الوضع المتقدم” مثل تونس والمغرب، التي تمنحها الأفضلية في الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ملمحا في السياق ذاته إلى إمكانية تأجيل قمة الاتحاد من أجل المتوسط المقررة في ال7 جوان المقبل، ببرشلونة الإسبانية، بسبب العقبات السياسية والتوتر السائد بين الدول الأعضاء، وقال إنه في حال عدم التوصل إلى حل سياسي فإن القمة ستنعقد شهر أكتوبر المقبل. ولم يشأ كاتب الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، أن يعلن عن ”موت” الاتحاد من أجل المتوسط، الذي تأسس قبل سنتين، وما يزال يراوح مكانه، وأرجع الجمود الحاصل بشأن الإقلاع الحقيقي للاتحاد، إلى التوتر والضغط اللذين يميزان علاقات بعض دول الضفة الشمالية والجنوبية للمتوسط، وتعقّد النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وشبّه لولوش الاتحاد من أجل المتوسط، بالبيت الذي يصعب بناؤه، بسبب التوتر بين الشركاء في الملك، مؤكدا على الحاجة لهذا البناء الذي يتضمن العلاقة بين الإسلام وأوروبا، منتقدا تصريحات الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط الأردني، أحمد مساعدة، المتعلقة باحتمال فشل الاتحاد بسبب مقاطعة بعض الدول، وعدم التمكن من جمعهم مؤخرا على ملف المياه، وقال ”إن كان الأمين العام لا يؤمن بالاتحاد من أجل المتوسط عليه أن يرحل”. وفي سياق متصل، تبين أمس غياب الجزائر أو ”مقاطعتها” لأحد اجتماعات الاتحاد من أجل المتوسط، المتمثل في منتدى الاستثمار وتمويل مشاريع الاتحاد، المقرر عقده في 27 ماي المقبل بمرسيليا، حيث أكدت أغلب الدول الجنوبية مشاركتها في الاجتماع وهي تونس والمغرب وليبيا والأردن، ولم يتضح إن كان غياب الجزائر عن المنتدى تعبيرا عن موقفها من فرنسا، وتصاعد التوتر بينهما مؤخرا، أم تعبيرا غير مباشر عن موقفها من الاتحاد من أجل المتوسط ككل.