لم تحضر الجزائر الاجتماع المصغر لوزراء خارجية الاتحاد من اجل المتوسط الذي جرى بالقاهرة، وجمع ممثلي خمس دول، وانتهى إلى اتفاقهم على ترشيح وزير الخارجية الأردني أحمد مساعدة لمنصب أمين عام الاتحاد الذي يظل شاغرا إلى الآن، بعد الجمود الذي لحق هذا التكتل منذ العدوان على غزة نهاية ,2008 والتي كانت الجزائر من بين الدول التي تساءلت وقتها عن جدوى تنظيم لا يتم فيه احترام الأعضاء لبعضهم البعض. وإن كان عدم حضور الجزائر لقاء القاهرة أمرا عاديا من الناحية الشكلية كون أن هذا الاجتماع لم يشمل جميع أعضاء الاتحاد المتوسطي، إلا أن غياب دولة مؤثرة كانت لها كلمتها في نشأة هذا التكتل عن اجتماع سيقرر من سيتولى قيادة دفة مركب الاتحاد المتوسطي يؤكد أن الجزائر لا زالت لها تحفظات حول التطورات التي يعرفها هذا التنظيم، خاصة و أنها كانت أولى الدول التي أعلنت فور بدء العدوان على غزة أن ما تم غير مقبول، وأنه يجب مراجعة كثير من الأمور المتعلقة بفعالية الاتحاد المتوسطي، نظرا لأن الاعتداء جاء من دولة عضو ضد دولة عضو هي الأخرى في هذا الاتحاد، مؤكدة في الوقت ذاته أن إعادة سيناريو مسار برشلونة الذي فشل في إقامة تعاون بين دول ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط. وشارك في الاجتماع الذي جرى أول أمس وزراء خارجية دول كل من مصر وفرنسا والأردن واسبانيا وتونس، في محاولة منهم لبعث الاتحاد من أجل المتوسط الذي لم يحقق شيئا، على الرغم من مرور عام ونصف العام على إطلاقه، حيث اتفق المجتمعون على دعم ترشيح وزير خارجية الأردن أحمد مسعدة كرئيس للأمانة العامة للاتحاد، والذي سيتم بحثه خلال اجتماع سيعقد في ال12 من جانفي الجاري في بروكسل، بهدف التوصل إلى توصية مشتركة ترفع إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد، ومعلوم أنّ الأمين العام سيكون لديه مساعدين، وهم من جنسية فلسطينية وإسرائيلية وتركية علاوة عن ممثل من الجامعة العربية. ويرى وزير الخارجية الاسباني ميغال أنخيل موراتينوس الذي تترأس بلاده حاليا الاتحاد الأوروبي أن تعيين السكرتير العام سيسمح بالإعداد للقمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط المقرر إجراؤها في جوان المقبل ببرشلونة . ومن جانبه، أوضح رئيس الدبلوماسية التونسية عبد الوهاب عبد الله بلده تولي اهتماما بمسيرة التعاون الأورومتوسطي ضمن مقاربة شاملة تؤسس لتنمية متكافئة ومتضامنة خدمة لشعوب المنطقة ومصالحها ،مضيفا أن الاتحاد من أجل المتوسط الذي يهدف إلى إرساء شراكة متوازنة بين بلدان ضفتي المتوسط يجب أن يرتكز على بعث مشاريع ملموسة وتكاملية تعود بالفائدة على دول المنطقة. وجاء هذا الاجتماع ليعطي انطلاقة جديدة لهذا التكتل ،خاصة وان الدول العربية ترفض مشاركة وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان في اجتماعات الاتحاد من أجل المتوسط، بسبب مواقفه المتشددة ضد الفلسطينيين والعرب . وحول هذا الوضع ، اعترف أمس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بأنه لا تزال هناك صعوبات داخل الاتحاد المتوسطي ، في إشارة ضمنية إلى قضية ليبرمان ،حيث قال في هذا الشأن ''نعم هناك على المستوى الوزاري مشاكل صغيرة بين بعض وزراء الخارجية. سنقوم بتذليلها خطوة خطوة''، مضيفا أن هذا الخلاف يرجع ''لاسباب سياسية لا نتفق كل يوم. ورغم أن الاتحاد يراوح مكانه منذ إطلاقه في جويلية ,2008 إلا أن كوشنير يرى انه ''يبقى فكرة مهمة''، مردفا أنه ''على مستوى الخبراء والسفراء، فان الأعمال حول مشاريع تعاون بين الدول تحرز تقدما''.