أكد الأمين العام لحرب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أمس، أن ممارسات الاستعمار الفرنسي بكل المآسي التي تركها ستبقى في ذاكرة الأجيال، ورسالة التعامل بها لا يزول بزوال السنين إلا في حال اعتراف باريس بجرائمها والاعتذار للجزائريين، داعيا في هذا الصدد رجال الإعلام للتصدي لكل الذين يحاولون المس بثوابت ورموز الأمة . وقال بلخادم في كلمة له خلال وقفة تكريم للإعلامي الشهيد محمد العيشاوي بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير ''على إعلاميينا أن يكونوا صوت الجزائر في التصدي لكل الذين يحاولون المس بثوابتنا ورموزنا ويحلمون بواقع تجاوزه الزمن، لقد كنا ولا نزال مع المكافحين من اجل حريتهم واستقلالهم ،وضد العنصرية بكل أشكالها التي تستهدف المغتربين من امتنا الإسلامية والعربية''، في إشارة منه إلى التشديد الذي فرضته فرنسا على مرتديات النقاب والبرقع، والذي أدى إلى التهديد بنفي جزائري متزوج بأربع نساء . وبيّن بلخادم أن الجزائر مهد الحريات لن تسكت عن كل من تسول له نفسه التعدي على التاريخ وحقوق الإنسان، معرجا في هذا الإطار عن الحملة التي أثيرت في فرنسا بخصوص فيلم المخرج الجزائري رشيد بوشارب ''الخارجون عن القانون''، حيث أردف الرجل الأول في الافلان بالقول ''بهذه المناسبة لا يفوتنا أن نشير إلى الحملة المسعورة التي تقاد من وراء البحر ضد كل ما هو حقائق تاريخية تدين جرائم الاحتلال التي ارتكبها المستوطنون وجيش الاحتلال في حق الشعب الجزائري، محاولين استنفار الغائبين عن الوعي من اجل إثارة زوبعة لان فيلما فرنسيا يتحدث عن جرائمهم. وأضاف الأمين العام للعزب العتيد بالقول ''فما رأيهم لو فتحنا الأرشيف لنكشف ما قاموا به كاحتلال استيطاني من جرائم الإبادة المنظمة، وجرائم طمس الهوية الوطنية، وجرائم التعذيب التي لا يزال من طالهم ذلك الفعل الشنيع على قيد الحياة من مجاهدين ومجاهدات. و أوضح بلخادم أن فرنسا لن تستطيع تغيير التاريخ ''ولا يمكن لنا وعلى مر الأجيال أن ننسى أو نمزق الصفحة التي تشهد على كل من سلطوه على شعبنا طوال قرن و32 سنة ، ليس فيها إلا القتل ،والحرق بالنابالم ،والتدمير ،والخنق بالغازات ،والاعتقال والتعذيب وتقطيع الأطراف، والفقر والمرض والجهل . وزاد بلخادم بالقول ''إن كل تلك الممارسات بكل الماسي التي تركتها باقية وفي ذاكرة الأجيال ورسالة التعامل معها ارث وطني مشترك لا يزول بتوالي السنين، إلا في حالة واحدة أن يتم الاعتراف بالذنب والاعتذار للشعب والتعويض''. وأكد الأمين العام للافلان أن ''تلك هي حركة التاريخ ولا يمكن لأي كان أن يقفز عليها ، فلا هذا المحتل الحاقد والذي مازال يدعو إلى حملة صليبية ولا غيره من الذين لا تزال تعشش في أذهانهم بقايا فكر احتلالي ولى زمنه ، واهمون بإمكانهم إيقاف حركة التاريخ بتصريح غير مسؤول هنا أو هناك او تحريك مجموعات مأجورة تاريخيا لحاجة انتخابية '' مضيفا أن ذلك لا يعدو عن كونه ''نوع من الانتهازية السياسية عليهم أن يوظفوا لها قضايا تخصهم لا التعدي، بل الاعتداء على كرامة الشعوب ومقدساتها''. ولدى تطرقه إلى اليوم العالمي لحرية التعبير، أكد بلخادم أن الحديث عن هذه الأخيرة لا يتعلق بشيء مجرد، إنما يجب أن يكون التكلم عن ما يجب أن تكون عليه هذه الحرية من التصاق بالواقع ،مشيرا إلى أن حزبه يعمل على أن يكون للصحفي قانون يحميه ويعطيه الثقة ليتولى المشاركة في المسؤولية قصد نشر الوعي والاهتمام بكل القضايا الوطنية . وحرص بلخادم على إبراز أن الافلان يعمل من أجل إعادة النظر في قانون الإعلام والإشهار، مضيفا أن تشكيلته السياسية مصرة على أن يكون هذا القانون متجاوبا مع متطلبات المرحلة وأخلاقيات المهنة، ومتطلبات تمكين الصحفي من الحصول على حقوقه والالتزام بواجباته، قصد الوصول بعدها إلى فتح مجال السمعي البصري. وفي هذا الصدد، أعلن بلخادم عن تأسيس حزبه لرابطة الإعلاميين الجزائريين في الخارج ،والهادفة إلى الاستفادة من خبرات وكفاءة الصحفيين العاملين خارج الوطن للمساهمة في ترقية المهنة بالداخل.وفي السياق ذاته ، استغل بلخادم الفرصة ليعن عن تأسيس جائزة الشهيد محمد لعيشاوي لأحسن دراسة أو تحقيق صحفي، مكتوب أو مصور حول المقاومة الوطنية وثوابت الأمة، تمنح سنويا في يوم الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير، وسيتولى مختصون تحديد المقاييس التي يجب توفرها لنيل الجائزة . وتجدر الإشارة إلى أن الشهيد محمد لعيشاوي كان صحفيا يقوم بترجمة صحيفة ''صوت الأحرار'' التي كانت عبارة عن نشرة سرية يصدرها حزب جبهة التحرير الوطني باللغة العربية، وقد استشهد عام 1959 خلال اشتباك مع العدو الفرنسي.