حصيلة مرعبة تلك التي أعلن عنها أمس الأطباء المختصون في مرض سرطان عنق الرحم في الجزائر، فقد كشف عن إصابة 3000 امرأة جزائرية بهذا المرض الفتاك، وقال البروفيسور محمد بوزكريني أن 10 بالمائة من الأزواج يعانون العقم، كما كشف أن 50 بالمائة من المصابين بالمرض يموتون في ال5 سنوات التي تلي الإصابة بالمرض في ظل وجود 80 بالمائة منهم في حالات متقدمة. وجاءت هذه التصريحات أمس في المحاضرة التي ألقيت في المؤتمر المغاربي لأمراض سرطان الرحم ،والذي احتضنه فندق شيراتون الجزائر والذي رعاه كل من مخبر '' بايرن شيرينغ '' ومخبر ''امدي اس''، والذي حضره حوالي 500 طبيب وقابلة جزائرية وبتأطير تونسي ومغربي وأوروبي، وتمحورت جل المحاضرات التي ألقاها كل من البروفيسور بوزكريني والدكتور بلهادف نيابة عن البروفيسور كمال بوزيد، والبروفيسور حمودة وغيرهم على المخاطر التي أصبحت تحدق بالمرأة في الجزائر، حيث أشار البروفيسور بوزكريني إلى أن عدد النساء في الجزائر قد وصل إلى 11.5 مليون امرأة يموت 4 من بينهم يوميا جراء الإصابة بسرطان عنق الرحم الذي يعد ثاني أهم أمراض السرطان في الجزائر بعد سرطان الثدي، مشيرا أيضا إلى ان جل الحالات تصل في وضعيات متقدمة وبنسبة من 80 إلى 90 بالمائة وهو ما يعني الوفاة . ودق الرجل ناقوس الخطر أكثر فأكثر حينما اثبت بلغة الأرقام أن سن الإصابة قد عرف تراجعا- بالمفهوم السلبي- حيث من المتعارف أن سن الإصابة يبدأ من 54 سنة فما فوق، في الوقت الذي توجد الكثير من الحالات المسجلة في سن ال30 ، زيادة على هذا فقد أوضح المتحدث ان تكلفة العلاج أصبحت جد باهظة اذ يكلف علاج المريض قرابة 2.5 مليون دينار أي -250 مليون سنتيم -، لذلك فقد اقترح البروفيسور والأخصائي في أمراض السرطان استدراك الأمور، وهذا بوضع إستراتيجية عاجلة تعتمد على التلقيح ضد الفيروسات وهو الإجراء المعمول به في دول أوروبا من سن ال12 من العمر. إضافة إلى ذلك فقد دعا لضرورة التشخيص المبكر من خلال عمليات التحسيس التي تتطلب تعاون الكل في هذا الإطار. من جانب آخر ركزت بعض التدخلات على إرادة الجزائر لإدخال هذا اللقاح قصد الوقاية من الفيروس، حيث اعتبر اللقاء مناسبة هامة لتبادل الخبرات بين الأطباء الجزائريين ونظرائهم الأجانب، وأيضا من اجل تحسيس السلطات العمومية بآثار فيروس HPV على الصحة العمومية وطرق الوقاية منه، في الوقت الذي كشف أن زهاء 175 دولة تستعمل هذا اللقاح والذي كثيرا ما يسمح بتقليص الإصابة المبكرة بالفيروس القاتل. من جهة أخرى جرى التطرق لمواضيع تخص السرطانات الأخرى والتي تصيب الجهاز التناسلي عند الذكر والشرج، حيث حاضرت الدكتور نوال قصاب من قسم أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى مصطفة باشا، حيث أدلت بدلوها في مجمل المخاطر التي تتسبب فيها العلاقات الجنسية لاسيما الشاذة منها بين الذكور والعلاقات الجنسية الأخرى غير المحمية وغير الشرعية بالإضافة إلى عامل التدخين وغيره.