سعى نك كليغ نائب رئيس الوزراء البريطاني لتهدئة خواطر أعضاء حزب الديمقراطيين الأحرار بشأن قراره دخول الحزب المنتمي ليسار الوسط في ائتلاف مع حزب المحافظين المنتمي ليمين الوسط. وقال كليغ قبل ساعات من اجتماع لحزب الديمقراطيين الأحرار لمناقشة الموقف، إن الاتفاق ''كان الخيار الوحيد الذي تتوافر له مقومات البقاء''. وقد أثار قرار انضمام الحزب في ائتلاف رسمي مع حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ديفد كاميرون -وهو الأول في بريطانيا منذ عام 1945- الدهشة بين أعضاء الحزب اليساريين الذين شعروا أن كليغ زعيم الحزب تخلى عن المبادئ الليبرالية من أجل السلطة. وكتب كليغ مقالا في صحيفة ذي غارديان قائلا ''أعرف أن هذا الائتلاف أحدث دهشة كبيرة صاحبها قدر من الاستياء، ولكن الحقيقة هي أنه لم تكن هناك أي وسيلة أخرى للتعامل بمسؤولية مع الأحزاب السياسية التي اختارها الشعب البريطاني في الانتخابات''. كما رأى أن الحسابات البرلمانية جعلت الائتلاف بين الديمقراطيين الأحرار والعمال غير عملي، قائلا ''كان الشعب البريطاني سينظر إلى هذا كشيء غير مشروع''. وتحدث كليغ أيضا عن تنازلات وصفها بالمهمة من الجانبين، ورجح أن يكون هناك المزيد في المستقبل، لكنه قال إن الائتلاف ملتزم ببرنامج ليبرالي. يشار في هذا السياق إلى أن الحزبين (المحافظين والديمقراطيين الأحرار) يتبنيان آراء متباينة بشدة بشأن عدد من القضايا الرئيسية كالهجرة والدفاع وعلاقات بريطانيا مع أوروبا. وينتظر أن يعقد الديمقراطيون الأحرار مؤتمرا خاصا الأحد في برمنغهام للتشاور رغم أن التصويت ضد قبول اتفاق الائتلاف لن يمنع استمراره، إلا أن غياب التأييد على المستوى الأوسع في الحزب سيكون ضربة لكليغ، على صعيد آخر تتجه المنافسة على زعامة حزب العمال كي تصبح شأنا عائليا, بعدما انضم وزير الطاقة البريطاني السابق إيد ميليباند إلى أخيه الأكبر وزير الخارجية السابق ديفيد ميليباند في السباق على زعامة الحزب بعد استقالة رئيس الوزراء غوردون براون. كما يرجح أن يتحول السباق على زعامة العمال إلى معركة بين جناحي اليمين واليسار في الحزب واللذين سيستقيان دروسا مختلفة من هزيمة الحزب في الانتخابات.