غادر رئيس جمهورية جنوب إفريقيا جاكوب غيدلييليكيسا زوما الجزائر مساء أمس بعد أن أدى زيارة عمل دامت يومين بمناسبة انعقاد الدورة الخامسة للجنة التعاون العليا الجزائرية-الجنوب إفريقية. و كان في توديع الرئيس زوما بمطار هواري-بومدين الدولي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وفي سياق هذه الزيارة كان وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي قد أكد أن عديد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم منها اتفاق حول الاستعمال السلمي للطاقة الذرية وقعت بين الجزائروجنوب إفريقيا. وأوضح مدلسي الذي يترأس مناصفة مع نظيرته الجنوب إفريقية ماييتي نكوانا ماشابان اختتام الدورة الخامسة للجنة التعاون العليا الجزائرية-الجنوب إفريقية أن ''إنشاء إطار جديد يعززه التعاون الثنائي في مجال الطاقة سيما النووية للاستعمالات المدنية سيسمح لنا بفتح آفاق تعاون كبيرة في هذا القطاع حيث سيسمح تكامل القدرات الخاصة ببلدينا بإرساء شراكة قوية''. و أضاف يقول أن مذكرة تفاهم تتعلق بقطاع المحروقات سيتم توقيعها في ذات الاتجاه بين شركتي سوناطراك و شركة المحروقات الجنوب إفريقية (بيترو أس.أ). وفي مجال الدفاع و الأمن اتفق الجانبان على دعم علاقاتهما اكثر من خلال استكمال عديد المشاريع و مواصلة و تعميق المحادثات حول عديد المواضيع ذات الاهتمام المشترك. كما أشار إلى أن ''العلاقات بين بلدينا في هذا القطاع التي تعد ممتازة منذ الماضي سيتم التأكيد عليها بشكل اكبر من خلال الالتزامات التي تم اتخاذها خلال هذه الدورة''. وأضاف مدلسي يقول أن التعاون بين بلدينا في قطاع العلوم و التكنولوجيا سيتم إثراؤه بعدد معين من الأعمال تشمل تحسين قطاع الصحة بما فيها عبر الرياضة بمختلف أنواعها. كما تم الاتفاق -حسب مدلسي- ''بان تخصص الوزارتين المكلفتين بالعلوم و التكنولوجيا كل على حدة ميزانية تقدر بمليون دولار توجه لتمويل عملية تطبيق هذا التعاون. في ذات الإطار اتفق الجانبان على الشروع في تعاون بين الوكالتين الفضائيتين لكلا البلدين. وأبرز في هذا الخصوص أن ''اتفاقا بصدد الاستكمال سيتم توقيعه قبل نهاية السنة 2010 يهدف بشكل أساسي إلى التعزيز و الإحاطة بمعالم هذا التعاون الذي يكتسي اهتماما متبادلا من كلا بلدينا''. وأكد مدلسي أنه بهذه الطريقة توصلت الجزائر و جنوب إفريقيا إلى مباشرة التعاون في قطاع السياحة و اتفقتا على ''إيلاء كل الاهتمام المطلوب'' لقطاع التجارة والاستثمار. وأوضح أن الجزائر عازمة هي و جنوب إفريقيا على تقاسم ''رؤية مشتركة'' وتستعد للمشاركة في إحياء يوم إفريقيا بجوهانسبورغ و في البرنامج الثقافي لكأس العالم لكرة القدم 2010 و ستنظم أسبوع الفيلم الجزائري في 2011 بجنوب افريقيا. في ذات السياق تطرق إلى الانتهاء قريبا من فيلم حول التاريخ المشترك للبلدين الذي يسلط الضوء على تضحيات الشعبين من أجل انتزاع الحرية. ومن ضمن النشاطات التي تمت مباشرتها التفاوض حول اتفاق بين حديقة التجارب بالحامة (الجزائر العاصمة) وحديقة النباتات بتشوان في جنوب افريقيا وتفعيل اتفاق التوأمة بين مدينتي وهران واتكويني. ومن جهتها أعربت وزيرة العلاقات الدولية و التعاون لجنوب إفريقيا مايتي نكوانا ماشابان عن ''ثقتها'' بأن هذه الإتفاقات سترفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى ''القيادة المتبصرة'' للرئيسين عبد العزيز بوتفليقة و جاكوب زوما موضحة أن نتائج هذه الدورة تعد بمثابة ''خطوة كبيرة'' في العلاقات الثنائية. كما دعت إلى وضع آلية متابعة لتقييم التقدم الذي تم إحرازه في مجال تطبيق هذه الاتفاقات والتحضير للدورات المقبلة للجنة الثنائية. ولدى تطرقها إلى الدور النهائي لكأس العالم لكرة القدم بجنوب افريقيا (11 جوان -11 جويلية) أكدت ماشابان أن الأنصار الجنوب افريقيين سيستقبلون الفريق الوطني الجزائري بحفاوة كبيرة. للتذكير فإنه في حفل التوقيع على هذه الاتفاقيات بإقامة الدولة بزرالدة بحضور رئيسي البلدين تبادل الرئيسان بوتفليقة وزوما أقمصة المنتخبين الوطنيين لكرة القدم الجزائريوالجنوب افريقي اللذين سيشاركان في كأس العالم (11 جوان-11 جويلية).