وقعت الجزائروجنوب افريقيا أمس بالأحرف الأولى على ستة اتفاقات وبرامج ومذكرات تفاهم في ختام أشغال الدورة الخامسة للجنة التعاون العليا الجزائرية-الجنوب إفريقية. وجرى حفل التوقيع بإقامة الدولة بزرالدة بحضور الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وجاكوب زوما. وتم التوقيع على اتفاق تعاون حول الاستعمال السلمي للطاقة النووية وبرنامج عمل في مجال الرياضة للفترة 2010-2012 ومذكرة تفاهم بين سوناطراك وبترليوم ساوث أفريكا من قبل مسؤولي هذه القطاعات. كما تم التوقيع بالأحرف الأولى على مذكرة تفاهم في مجال العمل والضمان الاجتماعي ومذكرة تفاهم للتعاون في قطاع السياحة للفترة 2010 - 2012 من قبل وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي ونظيرته الجنوب إفريقية السيدة مايتي نكوانا ماشابان. ووقع الطرفان كذلك على محضر اللجنة الخامسة للجنة التعاون العليا الجزائرية-الجنوب إفريقية التي انطلقت أشغالها أول أمس الثلاثاء واختتمت أمس. وفي ختام حفل التوقيع على اتفاقات التعاون هذه تبادل الرئيسان بوتفليقة وزوما أقمصة المنتخبين الوطنيين لكرة القدم الجزائريوالجنوب افريقي اللذين سيشاركان في كأس العالم (11 جوان-11 جويلية). من جهة اخرى أكد وزير الصناعة وترقية الاستثمار السيد حميد طمار أن الجزائروجنوب إفريقيا اتفقتا على توقيع اتفاقات تغطي تقريبا كل المجالات على الصعيد الاقتصادي. وصرح السيد الطمار للصحافة على هامش اختتام أشغال الدورة الخامسة للجنة التعاون العليا الجزائرية-الجنوب إفريقية انه تقرر خلال منتدى رجال الأعمال للبلدين الذي انعقد اول امس توفير مذكرة ترسم بطريقة دقيقة إطار التعاون الاقتصادي بين الجزائروجنوب إفريقيا. وأضاف أن البلدين يتوفران أيضا على إطار آخر لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مشيرا إلى ضرورة أن يقوم في هذا الإطار رجال الأعمال الجزائريينوالجنوب إفريقيين بوضع ''إطار مؤسساتي''. وقال السيد الطمار أن ''المؤسسات والمتعاملين الجنوب إفريقيين مستعدون للمشاركة في كل برامج البناء الوطني''، مضيفا أن المؤسسات الجنوب إفريقية التي ستستقر بالجزائر ''ستستفيد من نفس المزايا الممنوحة للمؤسسات الجزائرية''. وأشار إلى أن المؤسسات الجنوب إفريقية مهتمة خاصة بقطاعات البيتروكيمياء والبناء والاتصالات السلكية واللاسلكية والصحة، ملحا على ضرورة وضع إطار يجمع رجال الأعمال. وفي هذا السياق أعلن أن وفدا من وزارته سيتوجه قريبا إلى جنوب افريقيا لوضع هذا الإطار الموجه لتسهيل التبادلات. وكان رئيس جمهورية جنوب افريقيا قد زار صباح امس المتحف المركزي للجيش الوطني الشعبي حيث تلقى شروحات حول اهم المحطات التاريخية التي عرفتها الجزائر بدءا من عصور ما قبل التاريخ الى غاية اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح من نوفمبر .1954 وطاف الرئيس زوما بالمناسبة بمختلف اجنحة المتحف حيث كانت اول وقفة له في الجناحين المخصصين للعصور ما قبل التاريخ والعصور القديمة، ليعرج بعد ذلك على الاجنحة الخاصة بالعصر الاسلامي وكذا بالحكم العثماني في الجزائر الى غاية 1830 بداية الاحتلال الفرنسي. وقدمت للرئيس زوما شروحات وافية حول حادثة المروحة، ليتوجه بعد ذلك الى الجناح الخاص بالمقاومات الشعبية حيث اطلع مطولا على الدور الذي قام به الامير عبد القادر بن محي الدين في مقاومة الاحتلال الفرنسي وفي بناء الدولة الجزائرية الحديثة وفي تكوين الجيش. كما طاف ايضا بالجناح الخاص بتاريخ الثورة التحريرية حيث اطلع على ما قام به زعماء ومسيري هذه الثورة التي توجت بالاستقلال الوطني في 5 جويلية .1962 وبعد ان وقع رئيس جنوب إفريقيا على السجل الذهبي للمتحف قدمت له هدايا رمزية. وقد غادر الرئيس جاكوب غيدلييليكيسا زوما الجزائر امس بعد أن أدى زيارة عمل دامت يومين بمناسبة انعقاد الدورة الخامسة للجنة التعاون العليا الجزائرية-الجنوب إفريقية. وكان في توديع الرئيس زوما بمطار هواري-بومدين الدولي رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وقبل المغادرة استعرض رئيسا الدولتين تشكيلة من الحرس الجمهوري والقوات البرية والبحرية والجوية قدمت لهما التحية بعد الاستماع الى النشيدين الوطنيين للبلدين.