اعترضت عناصر الحرس المدني الاسباني ليلة الأحد الماضي طريق 19 حراقا جزائريا قبالة سواحل الميريا الواقعة جنوب البلاد، والمصنفة ضمن أكبر المناطق التي تعرف تدفقا معتبرا للمهاجرين غير الشرعيين. وأفادت تقارير إعلامية اسبانية أن الحرس المدني قد قام بإنقاذ 19 جزائريا كانوا على متن زورق موجود على بعد عشرة أميال بحرية من سواحل نايجار التابعة لمدينة الميريا الواقعة جنوب البلاد، مشيرة إلى أن عناصر الحرس المدني قد بدأوا عملية اعتراض وإنقاذ الجزائريين في حدود الساعة العاشرة من ليلة أول أمس. وقد اكتشفت الشرطة بفضل معلومات وصلتها من أجهزة المراقبة للجمارك الاسبانية تتحدث عن الزورق الذي أقل الجزائريين الذي كان وقتها على بعد 12 ميلا بحريا عن الميريا، الأمر الذي سهل إنقاذهم واعتراض رحلتهم التي بدأوها من الشواطئ الجزائريةالغربية. وأوضحت المصادر ذاتها أن الجزائريين ال19 جميعهم في صحة جيدة، وقد تم نقلهم إلى ميناء غاروتشا حيث يوجد فريق الاستجابة للطوارئ وعناصر الصليب الأحمر التي قدمت لهم وجبات ساخنة وملابس جافة وأحذية وبطانيات. وينتظر أن يتم ترحيل هؤلاء الموقوفين إلى الجزائر تطبيقا لاتفاقية تنقل الأشخاص ومكافحة الهجرة غير الشرعية الموقعة بين البلدين خلال السنوات الأخيرة. وبالرغم من الجهود التي تبذلها مختلف مصالح الأمن على مستوى السواحل، وحتى قيامها بتحريات داخل المدن لإفشال رحلات الهجرة غير الشرعية إلا أن البحر لا يزال يبتلع في كل مرة العديد من الجزائريين الباحثين عن حلم زائف في الضفة الشمالية للمتوسط، خاصة مع اقتراب موسم الحر بسبب تحسن أحوال الجو التي تجعل أمواج البحر هادئة وتبعث مزيدا من الأمل في نفوس هؤلاء الحراقة للوصول إلى مبتغاهم. ورغم تضاؤل فرص العمل في اسبانيا للمهاجرين بسبب تبعات الأزمة العالمية التي أدت إلى تسجيل انكماش في الاقتصاد الاسباني، لا يزال الجزائريون يتوجهون إلى اسبانيا لاتخاذها معبرا للعبور نحو فرنسا أو دول أوروبية أخرى وذلك بسبب قوانينها الأقل تشددا بالمقارنة مع نظرائها الأوروبيين، إضافة إلى أن هؤلاء الحراقة يعلمون أن مصيرهم سيكون في أسوء الأحوال إن تم القبض عليهم إعادتهم من حيث أتوا بسبب وجود اتفاقية بين الجزائرومدريد تقضي بذلك. ولا تعد هذه الرحلة الأولى بالنسبة للحراقة الجزائريين بداية ربيع ,2010 فقد سبق للحرس المدني الاسباني أن اعترض هذا الشهر قبالة الميريا طريق 17 مهاجرا غير شرعي قادمون من إفريقيا، بينهم جزائريون، كما تم منتصف شهر أفريل الماضي انتشال جثة جزائريين وإنقاد ثلاثة آخرين، في حين بقى 11 آخرين في عداد المفقودين. وكان جمال ولد عباس الوزير السابق للتضامن الوطن قد أشار إلى أن الجزائر قد تسلمت هذا العام ست جثث لجزائريين توفوا في اسبانيا، وهو الأمر الذي أكده سفير إسبانيا في الجزائر خلال تدخل له في يوم برلماني عقد مؤخرا. ويشار إلى أنه رغم انخفاض عدد الحراقة الذين يقصدون السواحل الاسبانية بعد تضاؤل فرص الحصول على مناصب عمل بترابها جراء تبعات الأزمة المالية العالمية التي نخرت اقتصادها، تبقى مدريد من بين أهم الوجهات المفضلة للمهاجرين القادمين من الضفة الجنوبية للمتوسط كالجزائر وبالخصوص أولئك القادمين من المغرب وإفريقيا الغربية، الأمر الذي جعل مدريد رفقة ايطاليا واليونان تصنف في خانة أهم الدول الأوروبية التي تعرف تدفقا كبيرا للحراقة نحوها.