يُصنف السعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين ما يقوله ويصرح به بعض المشككين في تاريخ الثورة ورموزها في خانة الكلام الصادر عن فئة يصفها ب''الضالة والهجينة'' عن أصالة وحقيقة الشعب الجزائري، مضيفا أنه لا يفرق بينها وبين ''أذناب الاستعمار'' الذي يفتقدون -حسبه- للوطنية ويعتبرون امتدادا للاستعمار بطريقة غير مباشرة. أكد عبادو في تصريح خص به ''الحوار'' أن الإنسان الذي يشكك في تاريخ ثورته ''ليس جديرا بأن يكون جزائريا''، لأنه من حق ومن واجب كل جزائري أن يفتخر ويمجد ثورته التي انتصرت على قوة استعمارية طاغية وأذهلت العالم بتنظيمها وقوتها، ويضيف عبادو ''لقد اعتدنا كمجاهدين وكأسرة ثورية على مثل هذه المواقف والشطحات الإعلامية الشاذة التي يسعى أصحابها إلى صنع مجد واهي، وهي لا تؤثر فينا على الإطلاق فلقد قاومنا مثل هذه الأفكار في الثورة وانتصرنا ولم تؤثر فينا بتاتا''. وفي نفس السياق قال عبادو إن ما يعتبره هؤلاء سلبيا في الثورة، في إشارة واضحة إلى- قضية التجاوزات والأخطاء التي تثار من حين إلى آخر من طرف البعض- انه يعتبره إيجابيا وصحيا، مضيفا بالقول ''أعتقد أنه يجب أن نضع الأمور في نصابها ووقتها والظروف التي وقعت فيها، إذ ليس من السهل القيام بثورة وتحرير وطن محتل من قبل استعمار استيطاني استعمل كل إمكانياته الضخمة من أجل طمس الهوية الوطنية واختراق الثورة من الداخل''. وتابع عبادو حديثه أن الأولى والأجدر في الوقت الحالي هو كتابة تاريخ هذه الثورة على أسس وطنية وعلمية متينة ونقله إلى الأجيال القادمة بكل أمانة، وفي تقييمه لكل ما كتب لحد الآن قال الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين بالرغم من كل الذي كتب سواء من حيث الكتب المطبوعة أو الأعمال السينمائية إلا أنه يعتبر غير كاف بالمقارنة مع حجم الثورة والأحداث الثورية التي عرفتها، وفي موضوع كتابة التاريخ دائما التي تثير جدلا من حين إلى آخر، فتح ذات المتحدث النار على بعض المؤرخين الفرنسيين الذين قال إنهم تسيطر عليهم أفكار استعمارية واهية ويضعون أنفسهم بكتاباتهم تلك في خانة معذبي وقاهري الشعوب. وأكد عبادو في هذا الصدد أن هناك أرشيفا يتم تسريبه من حين لآخر من قبل مصالح الأرشيف الفرنسي عبر بعض وسائل الإعلام لغرض أسماه ب''تخدير الرأي العام''، وإلهائه عن جوهر الموضوع الذي يجب أن ينصب حوله النقاش ألا وهو موضوع الاعتذار والتعويض عن الحقبة الاستعمارية. - وهذا في إشارة ربما إلى اعتماد البعض على وثائق مسربة من قبل مصالح الأرشيف الفرنسي للطعن والتشكيك في تاريخ الثورة على غرار ما قام زعيم الأرسيدي سعيدي سعدي في كتابه الأخير-. وتتم هذه التسريبات حسب عبادو بطرق يصفها ب ''التضليلية والغوغائية''، وهو أمر منتظر حسبه لأنه يدخل في إطار سياسة وإستراتيجية مسطرة سلفا للتهرب من تحمل المسؤولية، غير أن عبادو اعترف بالمقابل أن هناك بعض القادة والجنرالات الفرنسيين كتبوا كتبا ونقلوا الأحداث بموضوعية واستشهد بكتاب للقائد الفرنسي بيجار، حيث روى في هذا الصدد أنه كان في زيارة ضمن وفد برفقة الفقيد البشير بومعزة إلى الولاية السادسة لإحياء ذكرى إحدى المعارك وأن هذا الأخير أكد أن ما كتبه بيجار كان مطابقا لما رواه لهم المجاهدون ممن حضروا تلك المعركة. وبخصوص موضوع قانون تجريم الاستعمار الذي أثار ضجة، قال الوزير الأسبق للمجاهدين إن الكرة الآن في مرمى البرلمان وإن مشروع القانون يسير بخطى ثابتة، ويضيف إلى ذلك أنه حقق نجاحا كبيرا حتى قبل صدوره، فحسب عبادو فإن هذا المشروع أثار ضجة حتى في فرنسا وجر وزير خارجيتها إلى الإدلاء بتصريحات ''غاية في الخطورة'' بحق جيل الثورة، وهي ذات دلالات وقراءات تكشف الكثير من الأمور الخفية حتى للرأي العام الدولي. ويؤكد محدثنا ولو بطريقة ضمنية أن هذا المشروع سيعرف طريقه إلى الاعتماد عاجلا أم آجلا في سياق التطور الزمني لأن البلاد التي يرأسها مجاهد من جيل نوفمبر لا يمكنها إلا أن تكون وفية لرسالة الشهداء، يختم عبادو.