لقد كان لهجمات 20 أوت 1955 بالشمال القسنطيني التي سيحتفل اليوم الأربعاء بذكراها ال53 الأثر الكبير والمميز لرفع الحصار عن منطقة الأوراس حسبما أكده مجاهدون بالمنطقة. ويقول المجاهد محمد هدام (78 سنة) رئيس فوج بالقل إبان تلك الهجمات بأن أهداف تلك الهجمات تمثلت أساسا في إعطاء دفع قوي للثورة، وذلك بنقلها إلى قلب المناطق المستعمرة في الشمال القسنطيني واختراق الحصار المضروب على المنطقة الأولى ''الأوراس'' باستهداف أهم قواعد الاحتلال،. فضلا عن رفع معنويات جيش التحرير الوطني بتحطيم أسطورة ''الجيش الفرنسي الذي لا يقهر'' وكذا تفنيد ادعاءات المحتل التي مفادها أن ''ما كان يحدث هو مجرد أعمال تخريبية يقوم بها متمردون خارجون عن القانون وقطاع الطرق. ويتذكر هذا المجاهد الذي عايش تلك الأحداث البطولية بأن المجاهدين قدموا يوم 19 أوت 1955 من الجبال لتجنيد المواطنين وجمع الأسلحة والذخيرة الحربية قبل أن يوزعوا المهام في اليوم الموالي وتعيين الأفواج لوضع الحواجز عبر الطرقات ونصب الكمائن للعدو. وحسب المجاهد هدام فإن تلك الهجمات اندلعت منتصف نهار 20 أوت 1955 بقيادة البطل زيغود يوسف انطلاقا من ولاية سكيكدة لغاية منطقة عين أعبيد بولاية قسنطينة، فيما عين المجاهد أحمد بن طوبال للإشراف على منطقتي الميلية وجيجل وأوكلت منطقة عنابة وقالمة حتى الحدود الجزائرية - التونسية للمجاهد عمار بن عودة. واستهدفت هذه الهجمات - حسب المتحدث ذاته - العديد من المنشآت الحيوية ومراكز شرطة ودرك الاحتلال عبر المدن ومزارع المعمرين بالقرى والأرياف، ما سمح للمواطنين بالتعبير عن رفضهم الشديد للاستعمار ومساندتهم للقضية الوطنية ولجيش التحرير الوطني. واتسمت أجواء وظروف الإعداد لتلك الهجمات بالجدية والروح العالية والسرية التامة، ما سمح باحترام الخطة المتفق عليها في اجتماع ''الزمان'' بالحدائق على بعد حوالي 4 كلم عن مدينة سكيكدة. أما بالقل فكان الهجوم شاملا حيث أكد المجاهد محمد هدام أن هذه المدينة كانت مقسمة إلى 4 أفواج مكونة من مدنيين ومجاهدين، الفوج الأول كان مخصصا لاستهداف ثكنة الدرك حيث قتل فيها دركي واحد واستشهد 4 مدنيين.