تحتضن دولة جنوب إفريقيا في الوقت الحالي وعلى مدار شهر كامل فعاليات الدورة ال 19 لبطولة كأس العالم لأول مرة في القارة السمراء، ستخلف فعالياته أثرا معتبرا على حركة السياحة العالمية باتجاه البلد المضيف بصفة خاصة وعلى القارة بشكل عام، بتوافد مئات الآلاف من المشجعين الأجانب لاستكشاف هذا البلد الحافل بالتناقضات. وعلى الرغم من الشكوك التي تم تداولها حول عدم قدرة جنوب إفريقيا على تنظيم الحدث العالمي، إلا أن الحكومة سخرت جميع إمكانياتها البشرية والمادية لإنجاح هذا العرس الكروي لاستقبال مئات الآلاف من المناصرين عبر أقطار العالم. فحسب تقرير لمنظمة السياحة العالمية فإن إفريقيا ستحتفظ بنسبة نمو ايجابية يرتقب أن يكون هاما اعتبارا لما ستخلفه فعاليات هذه الكأس على تحسين صورة إفريقيا والتعريف أكثر بمؤهلاتها، خاصة مع الدعم الذي تقدمه مختلف الدول الإفريقية، بما أنها ستبدي على مدار الشهر صورة مشرفة للمقصد الإفريقي، الذي يبعث على التفاؤل والأمل في غد أفضل بالنسبة للسياحة في إفريقيا. وحسب ذات المنظمة فإن إفريقيا حافظت على الاستقرار والعودة لبصمات النمو الاقتصادي بعد الأزمة الخانقة التي مر بها النظام المالي العالمي في الآونة الأخيرة، مما ترتب عنه انهيار قطاعات نقدية ومالية برمتها مخلفة أزمات اجتماعية عميقة ومأساة إنسانية حادة. في سياق هذه البوادر التي لها انعكاسات على وتيرة النمو السياحي العالمي، فإنه ينتظر حسب توقعات المنظمة العالمية للسياحة زيادة تتراوح بين 3 إلى 4 بالمئة في عدد السواح العالميين سنة ,2010 علما أن إفريقيا ستحتفظ بمعدل نمو ايجابي كما كان الأمر سنة 2009 بالرغم من الأزمة المالية وهاجس انتشار بعض الأوبئة كأنفلونزا الخنازير، خاصة مع احتضان دولة جنوب إفريقيا للحدث الكروي العالمي الذي سيعود بإيرادات هامة على البلد بشكل خاص والسياحة الإفريقية عموما. بالإضافة لذلك فإن التحسن المنتظر لآفاق 2010 يؤكده بصفة واضحة مؤشر الثقة وذلك حسب خبراء المنظمة العالمية للسياحة ''حوالي 340 خبير يمثلون 100 بلد'' الذين صرحوا بنسبة 61 بالمئة منهم أن آفاق 2010 هي أحسن أو أحسن بكثير مما كان متوقعا. أما إذا رجعنا إلى سنتي 2008 و2009 بالتحديد، فلقد عرفت السياحة العالمية نوعا من الركود بحيث سجلت التدفقات السياحية العالمية تراجعا ملحوظا بنسبة قدرها 4 بالمئة بصفة عامة، و6 بالمئة بالنسبة لأوروبا، كما تراجعت النسبة في أمريكا، و6 بالمئة بالنسبة للمشرق، بينما كانت إفريقيا من بين المقاصد السياحية القليلة التي سجلت وتيرة نمو ايجابية 5 بالمئة. وتفخر جنوب إفريقيا، التي عادت إلى الأسرة الدولية في أوائل التسعينات بعد فترة طويلة من العزلة إثر زوال نظام التمييز العنصري، أنها تملك البنى التحتية الأساسية والضرورية لتنظيم حدث بحجم كأس العالم لكرة القدم. وتملك جنوب إفريقيا 3 مطارات دولية في جوهانسبورغ وكايب تاون ودوربان، ومطارات داخلية في المدن المستضيفة للمباريات، وشبكة غنية من السكك الحديدية والطرق السريعة، وفيها نحو 500 فندق من الدرجة الأولى وهي من الدول المتقدمة نسبيا على صعيد السياحة إذ يزورها سنويا أكثر من 10 ملايين سائح.