عملت الدول الأوربية كل ما في وسعها حتى لا تستضيف القارة الإفريقية نهائيات كأس العالم، من باب أنها قارة تمثل التخلف وسوء التغذية والحروب، لكن بعدما تأكد لها فوز جنوب إفريقيا بشرف استضافة العرس الكروي العالمي خرجت الأصوات تتحدى بأن بلاد مانديلا لن تكون في الموعد وستعجز عن بناء الملاعب والهياكل لاستضافة مونديال 2010 على أراضيها، وهو الضغط الذي ظل يمارس على رئيس '' الفيفا '' سيف بلاتير إلى غاية تدشين حفل الافتتاح الذي مر بسلام وابتهج له الجميع وشاهدته الملايير من البشر. وقبل الانطلاق الرسمي لمونديال جنوب إفريقيا أثارت الدول الأوربية ما تسميه انعدام الأمن وانتشار الجريمة بشكل كبير وعملت كل ما في وسعها لتحويل المدن التي تحتضن مباريات كأس العالم، إلى جهنم من خلال إطلاقها تحذيرات إلى مواطنيها ورعاياها بعدم التوجه إلى جوهانسبورغ، وذلك في مسعى لتصحير ملاعب كأس العالم من الجمهور باعتبار أن ذلك يمثل مقياسا في قياس مدى نجاح العرس المونديالي . ولما فشلت سياسة '' شيطنة '' الدولة المستضيفة للمونديال بعدما تأكد بيع كل التذاكر التي طرحتها '' الفيفا '' أمام أنصار المنتخبات ال 32 المشاركة في كأس العالم، انتقلت الدول الأوروبية ومن ورائها وسائل الإعلام الثقيلة إلى إثارة بعد المسافات بين الملاعب وكذا مسائل الارتفاع وغيرها من الحجج والتبريرات لإفساد نشوة الأفارقة وفرحتهم بأنهم كانوا في الموعد المونديالي . وآخر إبداعات ما يتم الترويج له حاليا من قبل إعلاميي القارة العجوز وحتى بعض المدربين واللاعبين الأوربيين، شكاوي قدمت لرئيس '' الفيفا ''، أنهم منزعجون جدا من الصوت الذي تحدثه ألة النفخ ''فوفو زيلا '' التي يحملها الأنصار إلى الملاعب. وحسب ادعاءاتهم فان صوت '' فوفوزيلا '' الذي وصف بأنه شبيه بصوت آلاف الذباب مجتمعا يؤثر على تركيز اللاعبين الأوربيين، لأنه ليس مألوفا لديهم، وهو ما رفضه سيف بلاتير الذي قال '' فوفوزيلا هي ثقافة افريقية، ونحن في إفريقيا، وبالتالي يتوجب علينا أن نسمح لمستعملي هذه الآلة بممارسة ثقافتهم طالما شاءوا ذلك ''. ويخفى مثل هذا '' الدلع '' والتحجج من قبل الأوربيين محاولة للتقليل من نجاح القارة الإفريقية من كسب الرهان والتحدي وتنظيم أكبر عرس كروي في العالم ظل حكرا على الضفة الشمالية، وهو ما يعني أن إفريقيا من الآن فصاعدا تطالب بأكثر من 6 فرق تشارك في نهائيات المونديال لسبب بسيط أن عدد سكانها أكبر بكثير من أوربا ونجومها الكرويين لا يقلون في شيء عن نظرائهم الأوربيين. فلما إذن الكيل بمكيالين ؟.