أحيت وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، أول أمس، اليوم العالمي ضد عمالة الأطفال، وصادف هذا اليوم توجه الأنظار إلى كأس العالم بإفريقيا الجنوبية وشعار هذه السنة ''مباشرة في المرمى: نقضي على عمالة الأطفال'' متوجهة برسالة ''بطاقة حمراء لعمالة الأطفال''. وناقشت مجموعة من الفاعلين في الحركة الجمعوية، واقع عمالة الأطفال في الجزائر وطرق التصدي لها، والآليات التي رصدتها الدولة في هذا المجال. أفاد الأمين العام لوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، أن نسبة الأطفال العاملين في الجزائر في تراجع مستمر بفضل جهود الدولة في هذا المجال، إذ تقدر، حسب تحقيق لمصالح مفتشية العمل سنة ,2008 بالنسبة للذين تقل أعمارهم عن 16 سنة، ب 17ر0 بالمائة فقط. أكثر من 15 ألف زيارة مراقبة لمكافحة عمالة الأطفال وفيما يتعلق بنشاطات الوقاية ومكافحة عمالة الأطفال، تم إلى غاية الآن ومنذ سنة ,2003 عقد 422 لقاء وملتقى، تمحورت حول الوقاية من هذه الظاهرة وترقية حقوق الطفل، تنظيم 503 تجمع تجاه أكثر من 380 ألف طفل ومتربص ولاسيما بمناسبة برامج الوقاية والتربية ضد عمالة الأطفال، القيام ب 15 و 830 زيارة مراقبة، تم إنجازها من قبل مصالح مفتشية العمل للتأكد من احترام السن القانوني للعمل وظروف عمل القاصرين، إلى جانب تخليد اليوم العالمي ضد عمالة الأطفال المصادف ل 12 جوان من كل سنة، على المستوى المركزي والجهوي، بمشاركة كل من مكتب العمل الدولي، منظمة اليونيسيف والشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين بالإضافة إلى الكشافة الإسلامية الجزائرية. عرعار: ''يجب خلق آليات لمراقبة الطرق غير الرسمية للعمل'' طالب عبد الرحمان عرعار، رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل، في تصريح ل ''الحوار'' بمناسبة اليوم العالمي ضد عمالة الأطفال، السلطات بإعطاء اهتمام أكبر للعمل غير الرسمي. فهناك، حسب عرعار، مؤسسات تقوم بتشغيل الأطفال، فوق طاقتهم دون أدنى شروط للحماية من المخاطر. وأضاف أنه لا يرافع على العمل ذي الطابع الاجتماعي أو الاقتصادي، حيث يلج الأطفال عالم الشغل من أجل إعالة أسرهم ضعيفة الدخل، وإنما على الأطفال الذين يكونون مجبرين على العمل بعدما يجدون أنفسهم مسؤولين عن عائلاتهم في حال تفكك الأسرة أو وفاة المعيل. ودعا عرعار، إلى ضرورة وضع آلية صارمة ورادعة ضد العائلات والأسر التي تدفع بأبنائها إلى سوق العمل، مذكرا أن هناك ميكانيزمات وضعتها الدولة للتكفل بالأطفال اليتامى، وانه يجب البحث في سبب عدم استفادة من نشاهدهم من الأطفال اليتامى اليوم في سوق العمل من هذه الإجراءات. بن براهم: ''التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها العائلة أفرزت الظاهرة'' انتقد نور الدين بن براهم، القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، ما وصلت إليه العائلة الجزائرية اليوم من تدهور اقتصادي دفع بأبنائها إلى ولوج عالم الشغل في سن جد مبكرة، فتحول الأطفال إلى باعة فوضويين للسلع، ما يتنافى مع حاجة الطفل إلى اللعب والترويح عن النفس في هذه المرحلة من الحياة. ودعا بن براهم المجتمع المدني والجمعيات إلى العمل على مرافقة الأسر ودعمها لتتمكن من وضع أبنائها في أماكن غير الشارع فيجب أن تكون قوة استقرار العائلة هي قوة استقرار الطفولة وليس العكس. ويرى بن براهم أن أحد الحلول التي يمكن من خلالها انتشال الأطفال من عالم الشغل هو الانخراط في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية والجمعيات، والنوادي الرياضية، مذكرا أن عدد المنخرطين إلى حد الآن يقدر ب 400 ألف كشاف وهدفنا هو بلوغ مليون كشاف.