أعلنت إسرائيل تشكيل ''لجنة عامة مستقلة'' بمشاركة أجنبية محدودة بناء على مطالبة واشنطن للتحقيق في الهجوم الدامي الذي شنته على أسطول الحرية الذي كان متجها إلى قطاع غزة. وسارع البيت الأبيض إلى الترحيب بهذه الخطوة، آملا أن تنجز لجنة التحقيق عملها ''سريعا''. وأورد بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ان مهمة هذه اللجنة تقضي ب''التحقيق في الجوانب المتصلة بالعمل الذي قامت به دولة اسرائيل لمنع سفن من الوصول إلى ساحل غزة''. وسيترأس هذه اللجنة القاضي المتقاعد من المحكمة العليا الإسرائيلية ياكوف تيركل ''75 عاما''. أما المراقبان الأجنبيان اللذان سينضمان إليها فهما السياسي الايرلندي ديفيد تريمبل الحائز على جائزة نوبل للسلام والمحامي العام السابق عن الجيش الكندي كين واتكن. وأضاف البيان ''بالنظر إلى الجوانب الدولية الفريدة للحادث، تم اتخاذ قرار بتسمية مراقبين أجنبيين ذات صفة دولية في مجالي القانون العسكري وحقوق الإنسان''. لكن مهمة هذين المراقبين ستكون محدودة، ولن يملكا حق التصويت على أعمال هذه اللجنة وخلاصاتها. ورفضت اسرائيل في شكل نهائي مبدأ تشكيل لجنة تحقيق دولية. وكانت البحرية الإسرائيلية هاجمت فجر 31 ماي في المياه الدولية الأسطول الذي كان يقل مساعدات إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه عليه الدولة العبرية منذ أربعة أعوام. وأدى الهجوم على السفينة التركية مرمرة التي كانت ضمن الأسطول إلى مقتل تسعة ناشطين أتراك وإصابة عشرات آخرين. وأحدثت هذه العملية العسكرية أزمة دبلوماسية بين اسرائيل وتركيا، وأثارت موجة تنديد دولية في موازاة مطالبات بتخفيف الحصار عن قطاع غزة الذي وصفته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأنه ''غير مقبول''. وأوضح بيان مكتب رئيس الوزراء أن اللجنة العامة التي تستطيع الاستماع ''إلى أي شخص أو منظمة'' ستبحث ''الأسباب الأمنية التي تقف وراء فرض حصار بحري على غزة ومدى انسجامه مع القانون الدولي''. كذلك، ستتحقق ما إذا كان هجوم 31 ماي لتنفيذ الحصار البحري احترم القانون الدولي. وستدرس اللجنة أيضا ''أعمال المنظمين والمشاركين في الأسطول، وستحدد هوياتهم''. وكانت اسرائيل اتهمت ركاب أسطول الحرية بأنهم كانوا المتسببين بأعمال العنف، ووصلت إلى اتهام بعضهم بالارتباط ب''منظمات إرهابية''.وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة تأمل بأن تنهي اسرائيل ''سريعا'' التحقيق في شأن الهجوم على اسطول الحرية، وبالمقابل قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أن تركيا ''لا تثق'' في أن اللجنة التي شكلتها اسرائيل حول الهجوم الإسرائيلي الدامي على سفن مساعدة غزة، ستؤدي إلى تحقيق محايد. وقال الوزير التركي ''ليست لدينا بتاتا الثقة في أن اسرائيل التي ارتكبت مثل هذا الهجوم على قافلة مدنية في المياه الدولية، ستجري تحقيقا محايدا''. وأضاف اوغلو أن تركيا تصر على تشكيل لجنة تحقيق ''تحت الإشراف المباشر للأمم المتحدة'' وعلى ''تحقيق محايد بمشاركة تركيا وإسرائيل'' في الهجوم الإسرائيلي يوم 31 ماي الذي قتل فيه تسعة أتراك.