أعلنت إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح أمس عن تشكيل ''لجنة عامة مستقلة'' يشارك فيها مراقبان أجنبيان للتحقيق في الهجوم الذي تعرض له أسطول الحرية الذي كان متوجها إلى قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل تسعة ناشطين أتراك. وأورد بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مهمة هذه اللجنة تقضي ب''التحقيق في الجوانب المتصلة بالعمل الذي قامت به دولة إسرائيل لمنع سفن من الوصول إلى ساحل غزة''. وسيترأس هذه اللجنة القاضي المتقاعد من المحكمة العليا الإسرائيلية ياكوف تيركل، أما المراقبان الأجنبيان اللذان سينضمان إليها؛ فهما السياسي الإيرلندي ديفيد تريمبل الحائز جائزة نوبل للسلام، والمحامي العام السابق عن الجيش الكندي كين واتكن. وكان هذا القرار متوقعا منذ أيام عدة، وجاء إعلانه بعد مفاوضات شاقة مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وكانت واشنطن اعتبرت أن ''وجودا دوليا'' داخل اللجنة ''سيعزز مصداقية'' التحقيق.وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس، أول أمس، إن''أملنا قوي واعتقادنا راسخ أنه يحق لنا توقع عملية ستعتبر في النهاية ذات صدقية وغير منحازة''. من جهته رحب البيت الأبيض بالخطوة الإسرائيلية وقال إن ''إسرائيل خطت خطوة هامة'' نحو تشكيل لجنة تحقيق، وإنها قادرة على إجراء تحقيق حيادي ذي مصداقية. وأضاف البيت الأبيض أنه يتوقع أن يكون التحقيق سريعا وأن يتم الكشف عن نتائجه للعلن، وقال إنه لن يصدر حكما مسبقا على نتيجته. وجاء في بيان صادر عن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أنه ''في الوقت الذي يتعين فيه إعطاء الوقت لإسرائيل لإكمال تحقيقها، نتوقع أن يتم ذلك على وجه السرعة''. وأشار غيبس إلى أن ''الولاياتالمتحدة انضمت إلى المجتمع الدولي في إدانة تلك الأعمال التي أدت إلى تسعة قتلى والعديد من الجرحى على متن القافلة، ودعمت القيام بتحقيق محايد وشفاف وذي مصداقية''. يذكر أن إسرائيل رفضت تشكيل لجنة تحقيق دولية اقترحتها الأممالمتحدة ولكنها وافقت على إشراك مراقبين أجنبيين في لجنتها الخاصة. وكانت تركيا التي فقدت تسعة من رعاياها وانتهكت سفينة تحمل علمها قد ربطت عودة علاقاتها مع إسرائيل إلى طبيعتها بإجراء تحقيق دولي في الحادث الذي وقع في المياه الدولية.