صدر مؤخرا عن منشورات المجلس الإسلامي الأعلى كتاب يحمل عنوان ''الباحث المغمور نور الدين عبد القادر 1890-1981 أستاذا وكاتبا ومترجما'' للكاتب أبوالقاسم سعد الله، حيث تطرق الكتاب إلى شخصية عاشت في العهد الفرنسي، كما أنها ساهمت في الحفاظ على اللغة العربية وترقيتها، قصد المشاركة به في دورة مجمع اللغة العربية. استهل أبوالقاسم كتابه بالتطرق إلى تفاصيل حياة نور الدين عبد القادر رغم المعلومات الشحيحة بالحديث عن الفيلا التي اشتراها هذا الأخير من أحد الفرنسيين في الأربعينيات من القرن الماضي وعاش فيها إلى أن فارق الحياة. ولم يكتف المؤلف بهذا بل توقف عند أدق التفاصيل في حياة هذه الشخصية كالملابس التي كان يلبسها، وكيفية استقباله الطلبة والضيوف، وكذا عاداته تقاليده وغيرها من التفاصيل الهامة. كما عرج الكاتب على المسار الدراسي لعبد القادر لحميدي، المدعو نور الدين عبد القادر الذي درس في مدرسة خاصة بأبناء الأندجين، كما زاول دراسته في مدرسة تابعة للمبشرين ليلتحق بعدها بالمدرسة الثعالبية، حيث درس العلوم العربية من توحيد وأصول وفقه ومن لغة وبيان ومعان وأصول وأدب، ودرس العلوم الفرنسية من لغة وتاريخ وجغرافيا وحساب وتاريخ طبيعي. وأضاف أبوالقاسم أن الشيخ نور الدين تولى وظيفة عدل ليتحول إلى مدرس بمسجد شرشال لينتقل بعدها إلى مسجد المدية وغيرها من المساجد. وشغل أيضا منصب أستاذ بالثانوية الفرنسية الإسلامية ومدرس في معهد الدراسات الشرقية التابعة لجامعة الجزائر ثم معهد الدراسات العربية التابعة أيضا لنفس لجامعة، كما تعاطى التدريس في الثعالبية. ويعرج الكاتب في الفصل الثالث على مؤلفات نور الدين التي صنفها في كتب اللغة العربية، كتب في التاريخ والتراجم كما كتب في الطب والفلسفة وفي الأدب والتراث عموما ومن أهمها نذكر ''الرسالة الصرفية''، ''أساس العربية لتعليم الحروف الهجائية''، ''إعراب الجمل مع مقدمات وتمرينات معربة ومشروحة''، ''غزوات عروج وخير الدين''، ''تاريخ حضارة قسنطينة ''، ''ديوان ابن سينا''، ''خلق الجنين وتدبير الحبالى والمولودين''، ''القول المأثور من كلام الشيخ عبد الرحمن المجدوب''. وانتهى الكاتب في الفصل الرابع والأخير بالتذكير بمساهمة نور الدين عبد القادر في المجال الإعلامي، حيث كان يزود مجلة ''هنا الجزائر والإذاعة'' بمقال شهري يتناول حياة عالم أو تاريخ مدينة أو شاعر أو مفكر.