ساهم مشروع مقهى اليتيم المنظم من قبل جمعية ''الأمل'' لرعاية الأطفال المسعفين ومركز الإعلام والتوثيق لحقوق الطفل والمرأة في إعطاء بريق من الأمل للعائلات التي ترغب في تبني أطفال، من خلال جمعها بالمختصين لإلقاء الضوء على أهم الصعوبات التي تواجهها العائلات الكافلة ومحاولة إيجاد الحلول لتمكين الطفل من العيش في محيط اجتماعي سليم. نظمت جمعية الأمل لرعاية الطفولة المسعفة بالتعاون مع مركز الإعلام والتوثيق لحقوق المرأة والطفل ''سيداف'' ''كفالة كافيه'' أو ''مقهى اليتيم''، وهي عبارة عن جلسة أو اجتماع للعائلات الراغبة في التكفل وتبني الأطفال المسعفين. وتهدف المبادرة إلى جمع واستقطاب عدد كبير من المواطنين على مائدة واحدة للاطلاع عن قرب على الطرق المثلى لكفالة الأطفال المسعفين والإجراءات والشروط القانونية التي يجب توفرها في الكافل لكي يتمكن من تربية طفل مسعف. الوثائق مشكل يثير تخوف الكافلين ذكر السيد يوسف عنتري بوزار،، رئيس جمعية الطفولة المسعفة ''أمل''، أن تنظيم لقاء ''مقهى كفالة'' هو بمثابة إعطاء فرصة للعائلات الراغبة في تبني طفل للتقرب من الجهات المختصة لأخذ فكرة حول الشروط اللازمة والإجراءات المتبعة للتكفل بطفل حسب القوانين الجزائرية المعمول بها. ويؤكد السيد عنتري بوزار أن اللقاء سيجمع العائلات بالمختصين النفسانيين والقانونيين بالإضافة الى ممثلي مديرية الخدمات الاجتماعية التي تتكفل بدراسة ملفات العائلات الراغبة في كفال طفل مسعف. ويهدف هذا اللقاء أيضا إلى تقديم شروحات وافية للعائلات حول أهم القضايا التي تثير انشغالاتهم مثل الوثائق الخاصة بالطفل كشهادة الميلاد وبطاقة التعريف الوطنية وحتى جواز السفر، حيث تشكل هذه الوثائق عائقا في المستقبل للكثير من الاطفال حسب تجربة عائلات استفادت من رعاية أطفال مسعفين في وقت سابق، وهي تخوفات مشروعة أبدتها الكثير من العائلات المستقبلة والكافلة للأطفال التي أكدت من خلال تجربتها وقوع الأطفال في الكثير من المشاكل الإدارية بسبب عدم امتلاكهم للوثائق اللازمة. وفي هذا الخصوص أكدت المحامية نادية ايت زاي ان وثائق الهوية تشكل هاجسا للعائلات الكافلة خاصة عندما يكبر الطفل، لكن وبالمقابل يستطيع الشاب ان يتحصل على وثائق إثبات هوية كغيره من المواطنين العاديين وبطاقة تعريف وطنية بشهادة ميلاده الموجودة مع العائلة الكافلة وهناك مجموعة من الاجراءات القانونية يجب اتباعها للحصول على جميع الوثائق التي يريد الشاب استخراجها دون أي إشكال. أكثر من 10 آلاف طفل مسعف سنويا ساندت الأستاذة نادية ايت زاي فكرة الكفالة للأطفال المسعفين، خاصة أنها تساعد الطفل على العيش في بيئة طبيعية وهي العائلة، لينمو بشكل سليم عكس مراكز الأيتام وقرى الاطفال المختلفة التي لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تعوض الأسرة الحقيقة ولا الأسر الكافلة بالصورة اللازمة، خاصة أن الجزائر تعرف حسب إحصاءات غير دقيقة تسجيل أكثر من 10 آلاف طفل غير شرعي سنويا، وهو رقم يدعونا الى التفكير في إيجاد حلول عاجلة لاحتواء الظاهرة وإيجاد حلول كفيلة بإعطاء الأطفال المسعفين الفرصة في العيش في إطار عائلي متكامل، ومن أجل ذلك تم استحداث مشروع مقهى اليتيم لإعطاء الفرصة للعائلات للتواجد في مكان واحد رفقة المختصين والمساعدين الاجتماعيين من أجل إيجاد الأجوبة القانونية اللازمة لانشغالاتهم واستفساراتهم.