كشف السيد عبد الكريم برباح رئيس جمعية الطفولة المسعفة وعائلا ت الاستقبال الناشطة على مستوى ولاية سيدي بلعباس أن الأطفال الذين يستقبلهم مركز رعاية الطفولة المسعفة مجهولي النسب، ناتج عن الظروف الاجتماعية التي تواجهها الأمهات، غير أنه يسعى من خلال نشاط جمعيته إلى التنسيق مع بعض العائلات التي ترغب في التكفل بهذه الشريحة من الأطفال وإدماجهم في المجتمع من زاوية حصولهم على نسب يسمح لهم بالاستفادة من الحقوق المدنية على شاكلة الدراسة، التوظيف، وحق التصويت وغير ذلك من الحقوق الأخرى. وأوضح المتحدث انه خلال الشهر المنصرم تم التكفل بحوالي 24 طفلا، من بينهم 11 أنثى، ليصل بذلك عدد العائلات التي تحملت مسؤولية التكفل بهؤلاء البراعم إلى 130 عائلة، وهو الرقم الذي لا يعكس العدد الحقيقي لهذه العائلات من منظور انعدام إحصائيات دقيقة في هذا المجال، ليضيف السيد برباح أن دور الجمعية لا ينحصر فقط في مراقبة الفئة المتكفل بها، بل يفوق ذلك من منطلق تقديم يد المساعدة للعائلات المحتاجة، على غرار تكريم التلاميذ الناجحين في مختلف الأطوار التعليمية كشهادة التعليم الابتدائي، حيث يستفيد الناجحون من مبلغ مالي يقدر ب 1000 دينار، بالإضافة إلى شهادة شرفية وهدية رمزية، إضالة إلى منح 1500 دينار بالنسبة للناجحين في شهادة التعليم المتوسط وتخصيص مبلغ مالي مقدر ب 2000 دينار للناجحين في شهادة البكالوريا و10 آلاف دينار للشباب المقبلين على الزواج للتقليل ولو نسبيا من الأعباء المترتبة عن فتح بيت، ولم يخف رئيس الجمعية أن هذه الأخيرة ومنذ تأسيسها سنة 1988 تسهر على معالجة المشاكل اليومية لهذه الفئة المحرومة والعائلات المعوزة المتكفل بها، والتي عادة ما تكون أكثر حدة من تلك التي يواجهها الأشخاص العاديون من منظور أنهم يفتقدون لحنان الوالدين بصفة عامة، وحنان الأم البيولوجية بصفة خاصة، بالرغم من محدودية السيولة المالية التي تتلقاها الجمعية سنويا من قبل السلطات المحلية في إطار ميزانية تقديم يد المساعدة للجمعيات، والمقدرة بخمسة ملايين سنتيم فقط. وعن سؤال حول المشاكل التي قد يواجهها هؤلاء الأطفال، أكد السيد برباح أنها تنحصر أساسا في إدراك الطفل أن العائلة التي تضمه ليست عائلته الحقيقية، ومن هذا الجانب يشدد الأطباء النفسانيون على الوالدين المتكفلين لإعلام الأطفال بأمر التبني في المرحلة العمرية التي تتراوح ما بين 08 سنوات إلى 12 سنة، حتى لا يفقد الثقة فيهما، وكذا تفاديا لأية اضطرابات نفسية قد يتعرض لها عند سماعه النبأ من الأشخاص المحيطين به، وأردف محدثنا قائلا إنه عندما يواجه أي طفل عراقيل أو صعوبات في التأقلم مع عائلته الجديدة وهو ما يحدث غالبا عند بلوغه سن المراهقة، يتم توجيهه إلى المراكز المختصة. وبخصوص الأطفال المعاقين أكد السيد برباح أن الجمعية بمعية الهيئات المختصة تجد صعوبات كبيرة في إيجاد عائلات يمكنها أن تتكفل بشريحة الأطفال المعاقين ذوي النسب المجهول، حيث لم يتم التكفل إلا بثلاثة معاقين من بينهم طفلة واحدة تحدد نسبة إعاقتها ب 100 بالمائة، حيث اضطرت الوالدة المتكفلة إلى أخذ معاش مبكر لغرض توفير العناية اللازمة لها. وفي الختام كشف السيد عبد الكريم أنه سينظم على هامش الاحتفال بعيد الطفولة حفل خاص بهذه الفئة، يكون على شرف العائلات التي منحتهم الدفء العائلي قصد إدخال البهجة والفرحة إلى قلوب الأطفال، كما ستعكف الجمعية على تنظيم ملتقى وطنيا في القريب العاجل حول الأطفال مجهولي النسب قصد منح هذه الشريحة من المجتمع حقها وعدم تهميشها بغية الاستثمار والاستفادة من إمكانياتها في المستقبل من جهة، وضمان عدم انحرافها من جهة أخرى.