أعاد قيادي في حركة مجتمع السلم ومرشحها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة عن منطقة أوروبا إثارة علاقة الحركة بعدد من المنظمات المدنية الأمريكية، حيث اتهم قادة حمس بربط علاقات غير واضحة مع هذه المؤسسات التي وصفها ب''ذات الطابع النفعي العام''. واتهم بالطيب عبد اللطيف في رسالة حررها وجهها إلى قيادة حمس والتي أعلن فيها استقالته وانسحابه أيضا من مؤسسة القدس العالمية، بضبابية المواقف تجاه العديد من القضايا التي وصفها بالمركزية وفي مقدمتها وضعيتها في التحالف الرئاسي، وعلاقتها بعدد من المنظمات المدنية الأمريكية، وخص هذا القيادي المستقيل بالذكر منظمة ''فريدوم هاوس'' و''الأندآي''، مضيفا بالقول ''أنه لم يكن من المتيسر لأبناء الحركة ولا حتى للمتابعين أن يعرفوا حقيقة الموقف الرسمي للحركة مثلا من العلاقة مع ''فريدوم هاوس''، حيث تداخلت المواقف بين الشخصي منها والرسمي وهو تداخل للأسف الشديد لم تتضح معالمه ولا حدوده الفاصلة حتى الآن''. كما اتهم مرشح حمس في التشريعيات الماضية عن منطقة أوروبا بعدم العدل في التمثيل في مجلس شورى الحركة وخضوع القرارات لتأثير لوبيات نافذة، وأضاف: ''لقد كان واضحا من خلال الخطوات التنفيذية التي جرت بعد المؤتمر الرابع للحركة، خصوصا أن المؤسسات القيادية فشلت في إيجاد آلية للتعاطي مع ملف جالية حركة مجتمع السلم في الخارج، وعلى الرغم من المحاولات الجدية التي بذلت من عدد من الأطراف وكنت واحدا من هؤلاء، فان الطريقة التي عولج بها تمثيل الجالية في مجلس شورى الحركة لم تكن منصفة ولا شفافة ولا عادلة، وهو أمر انعكس سلبا على مجمل مؤسسات الحركة في الخارج وطرح استفهاما واضحا حول مدى مصداقية المؤسسات الممثلة للحركة ومدى خضوعها لتأثير بعض اللوبيات داخل حمس''. وأشار بالطيب إلى أنه حاول استيضاح الموقف من مصادره الرسمية، وتواصل عبر الهاتف والرسائل المضمونة الوصول وحتى اللقاءات المباشرة مع قادة الحركة بشأن هده الملفات، لكنه لم يحصل على جواب، وقال: ''حرصا مني على إرث الشيخ محفوظ نحناح والشهيد محمد بوسليماني وشهداء الحركة وبعض رجالها...، فإنني أعلن الانسحاب من الهيئة الدولية لمناصرة ''حمس''، وأعلن انسحابي من حزب حركة مجتمع السلم ''حمس''، في انتظار أن ينهض الصادقون منها بإنتاج مراجعات نقدية حقيقية وجدية لمسار الحركة وخطابها السياسي والإيديولوجي وأدوات عملها التنظيمي والسياسي''، على حد تعبيره. كما أكد هذا المستقيل أنه كان من المدافعين وبقوة عن شرعية المؤتمر الرابع وأنه كان ضد دعاة الانشقاق في إشارة منه إلى جناح عبد المجيد مناصرة، لكنه أمام حالة الضبابية التي قال إنها أصبحت تطبع مواقف حمس إلا أنه اختار الاستقالة والتنحي خصوصا النقطة التي تتعلق بإقامة علاقات مع منظمات مدنية أمريكية، وهي المسألة التي تثير حفيظة الكثير من مناضلي حمس في الداخل والخارج وتبقى دائما أصابع الإتهام موجهة إلى نائب رئيس الحركة عبد الرزاق مقري الذي يقيم شبكة علاقات كبيرة مع هذه المنظمات. وبهذا تكون موجة الاستقالات التي أعقبت الإعلان من تأسيس حركة الدعوة والتغيير من قبل جناح مناصرة قد انتقلت إلى ممثلي حمس في الخارج بعد أن كانت مقتصرة على الداخل فقط .