أعلن قياديون سابقون في حركة مجتمع السلم، منهم مؤسسون ووزراء سابقون أعضاء في مجلس الشورى الوطني، منهم مصطفى بلمهدي وعبد المجيد مناصرة نائب رئيس الحركة سابقا، أمس، إنشاء حزب جديد يحمل اسم ''العدل والتغيير''، مؤكدين القطيعة بين قيادة حمس والتيار المحسوب على مؤسس الحركة الشيخ محفوظ نحناح. وجاء إعلان الحركة الجديدة بعد سنة على إجراء المؤتمر الرابع للحركة والذي شهد انقسامات حادة عجزت كل الوساطات الداخلية والخارجية التي قادتها مرجعيات إسلامية للتوفيق بين أبناء التنظيم. وبرر مؤسسو الحزب الجديد المضي إلى مشروعهم، الذي طرح مباشرة غداة المؤتمر، بما أسموه اليأس من نجاح الإصلاح والتغيير من داخل مؤسسات الحركة التي أفرغت من صلاحياتها ومُيعت فيها الشورى واستُلب فيها القرار، خاصة بعد فشل كل محاولات الإصلاح والتوفيق وبعد مرور وقت طويل'' و''الانحراف البيّن عن النهج الذي رسمه الشيخ محفوظ نحناح والدخول في مغامرات غير مدروسة أضرت بالحركة ومست بسمعة الدولة''. وكذا ما أسموه أيضا التغيّر الواضح في هوية الحركة الفكرية والتنظيمية، مما أشعر أبنائها المخلصين بالغربة والوحشة فيها وإصرار قيادة حمس على تطبيق سياسة التهميش التعسفي والإقصاء الجماعي والعقوبة الظالمة، والإقدام على حل كل الهياكل التي لا تساير هواها، دون احتكام للوائح والمؤسسات والتدخل السافر في شؤون المؤسسات الجمعوية وتعريضها للصراع والانكسار، في إشارة إلى قضيتي الكشافة الإسلامية وجمعية الإرشاد والإصلاح. وبرر المنشقون قرارهم بغلق باب حمس، بما أسموه تشوه صورة الحركة واهتزاز سمعتها وهشاشة خطابها وتعطيل طاقاتها وطغيان الأنانية والمصلحية، وغياب القدوة في القيادة واضمحلال القيم الأخلاقية والتراجع في السمت التربوي، وكذا التوتر والتراجع في علاقات الحركة محليا ودوليا، مع تضييع الرصيد الذي خلّفه الشيخ نحناح من علاقات خدمت الأمة وخدمت الجزائر في ظل سنوات الأزمة.وتقوم أسس الحزب الجديد -وفق البيان التأسيسي- على الركائز التالية: إسلامية الفكرة، ربانية الدعوة، وسطية المنهج، سلمية التغيير، واقعية السياسة، إصلاحية المشاركة، وفائية الخلق، اجتماعية النفع، جماعية القيادة، شورية القرار، جزائرية الانتماء، وحدوية الأمة، عالمية التحرك، مركزية فلسطين. ويقوم منهج عمل التنظيم الجديد الذي ولد من رحم حمس، وفق بيان التأسيس، على أولوية البيت الداخلي على المحيط الخارجي والدولة على الحكومة والمجتمع على السلطة والدعوي على الحزبي، أولوية المؤسسة على المسؤول، أولوية الصلاح قبل الإصلاح. ولم يكشف الموقعون على بيان التأسيس عن طاقم التنظيم ولا تاريخ عقد الندوة. فيما أشارت مصادر على صلة بالمؤسسين إلى أن اللقاء تم في قلب الحملة الانتخابية، والتي شارك فيها تيار مناصرة مستقلا عن الحملة التي قادتها قيادة حركة حمس. وخلت قائمة المؤسسين من أسماء الوزراء الحاليين في الحكومة وكثير من وجوه المعارضة لأبوجرة، ما يشير إلى أن فكرة الحزب الجديد لا تحظى بإجماع داخل تيار التغيير.