شرعت جامعات الوطن في تطبيق تعليمة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المتعلقة بالإلغاء التام للتعليم الكلاسيكي وتعويضه بنظام ''ليسانس، ماستر، دكتوراه'' بداية من الدخول الجامعي القادم 2010- .2011 العملية لا تؤثر بأي طريقة كانت على الناجحين الجدد في شهادة البكالوريا، إلا أنها صدمت عددا كبيرا من الطلبة الذين جمدوا سنواتهم الدراسية الأخيرة، أي لم يتحصلوا على شهادة اللسانس الخاصة بهم السنة المنقضية التي تعد آخر سنة للنظام القديم. أبدى بعض الطلبة الذين أقدموا خلال السنتين الماضيتين على تجميد السنة الأخيرة من دراساتهم الجامعية، في تصريحاتهم ل ''الحوار'' قلقهم من الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الوصاية، والتي لم يتوقعوا يوما أنها ستقف حجرة عثرة أمام نيلهم شهادة الليسانس. فلقد تقربوا من إدارات كلياتهم وأقسامهم بمناسبة الأبواب المفتوحة على الجامعة للاستفسار عن مصيرهم، إلا أنهم لم يجدوا الإجابات الشافية لأسئلتهم، خاصة بعدما اطلعوا على المواد المقررة على الطلبة في النظام الجديد الذي يوزع سنوات اللسانس على 3 سنوات فقط بعدما كانت تدرس في النظام القديم 4 سنوات، ما استدعى تغييرا جذريا على المناهج الدراسية، حيث تم ضغط المقررات وإعادة توزيع المواد بين السنوات، فمن المواد ما تم تفكيك محتويات دروسها وتوزيعها على عدة سنوات ومنها ما تم إلغاؤها بطريقة نهائية. علما أن هناك الكثير من طلبة الدفعات الكلاسيكية السابقة ممن اضطروا لسبب أو لآخر من الراسبين في بعض المواد في السنة الرابعة إلى تجميد الدراسة، لم يجتازوا نفس هذه المواد، وهو ما خلق أزمة جديدة. أكد الأساتذة والأعوان المتخصصون المشرفون على عملية توجيه الطلبة الجدد خلال التسجيلات الجامعية الأولية، بأن الطلبة القدامى الراغبين في إتمام دراساتهم الجامعية بعد التجميد، ملزمين على التسجيل ضمن نظام ''الأل. أم. دي''، حسب ما علمناه من هؤلاء الطلبة، الذين لا يبدون استعدادا لدراسة مقررات جديدة، فهمهم الوحيد هو الحصول على نتائج مرضية في المواد التي تخلفوا عنها في السنوات الماضية، ويتساءل هؤلاء الطلبة اليوم عن مصيرهم، خاصة وأن غالبيتهم يشغلون مناصب عمل في الإدارات العمومية تلزم عليهم إتمام ملفاتهم بشهادة الليسانس من أجل الحصول على حقهم في الترقية والزيادة في الأجور. من جهتها وفي اتصال ل ''الحوار'' كشفت مصادر موثوقة من إدارة جامعة دالي إبراهيم، مؤكدة ما بلغنا من هؤلاء الطلبة، ففعلا تم إلغاء بعض المواد بطريقة نهائية في حين تم توزيع بعضها على سنتين وفقا لما يتماشى مع باقي المقررات، وبالتالي لن يكون بوسع الطلبة القدامى التسجيل فيها، والحل الوحيد حسب مصادرنا يكمن في التسجيل في السنة الثالثة ليسانس، من أجل التمكن من الحصول على الشهادة الجامعية مع نهاية السنة الجامعية 2010- .2011