فرضت السلطات الأفغانية والدولية أمس الإثنين إجراءات أمنية مشددة بالعاصمة كابول التي تحولت إلى ما يشبه ب''الحصن المنيع'' قبيل عقد المؤتمر الدولي للمانحين من أجل أفغانستان. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية زيمراي بشاري ''تم نشر الآلاف من ضباط الشرطة والجنود وعملاء الاستخبارات في المواقع الحساسة في وسط المدينة والقرى النائية في ضواحي العاصمة لإفشال أي مخطط لطالبان'' ، مضيفا ''تم إقامة نقاط تفتيش عند مداخل العاصمة للتدقيق في السيارات التي تدخل إليها''. ويتوقع ان يشارك 70 ممثلا دوليا بمن فيهم 40 وزيرا للخارجية بينهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في المؤتمر الذي يرأسه الرئيس الأفغاني حامد كرزاي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.ويشكل المؤتمر محاولة للحكومة الأفغانية لبدء عملية انتقالية لتولي إدارة شؤون البلاد والكف عن الاعتماد على الدول الغربية ، حيث يقدم المسئولون الأفغان من خلاله سلسلة مقترحات تغطي مجالات عدة من الاقتصاد إلى التنمية الاجتماعية وحقوق الإنسان والعدالة والسلام والمصالحة والشراكة والمساعدات.وقال مارك سيدويل ممثل حلف شمال الأطلسي المدني في كابول ''علينا أن نستعد لان المتمردين سيحاولون تخريب أعمال المؤتمر ، نتخذ تدابير احترازية لكن لا احد يمكنه ان يقدم ضمانات أكيدة''.واثر الهجمات التي شنتها ''طالبان'' على مؤتمر محلي مهم مطلع جوان أدى إلى إقالة وزير الداخلية ومدير الاستخبارات ، قالت السلطات انها لن تجازف مجددا. اعترف أمين عام حلف شمال الأطلسي ''الناتو'' أندريس فوج راسموسين بأن المجتمع الدولي قلل من تقدير مهمة أفغانستان. وكتب راسموسين مقالة لصحيفة ''هامبورجر آبندبلات'' الألمانية وقبل موعد المؤتمر الدولي الذي تستضيفه كابول حول مستقبل أفغانستان، جاء فيه:''بعد مرور تسعة أعوام على المشاركة الدولية ''في أفغانستان'' ثبت لنا وبطريقة مؤلمة أن الثمن الذي يجب أن ندفعه أكبر بكثير مما كنا نتوقع خاصة فيما يتعلق بعدد الجنود الذين يلقون حتفهم سواء من القوات الدولية أو الأفغانية''. وأضاف راسموسين: لا خلاف في أن المجتمع الدولي قلل من تقديره لحجم هذا التحدي في البداية''. وقال المسؤول الكبير إنه يتوقع ارتفاع أعداد الضحايا في المستقبل مشيرا إلى أن العملية العسكرية الهجومية في عقر دار طالبان ستؤدي بالتأكيد إلى وقوع اشتباكات قوية. وأضاف:''مع الأسف سيسقط المزيد من الضحايا ولكن هذه العملية العسكرية لها أهمية سياسية كبيرة فهي تساهم في إضعاف طالبان سواء من الناحية العسكرية أو السياسية''. وتعقيبا على مؤتمر أفغانستان الذي ينطلق غدا الثلاثاء قال راسموسين إن المؤتمر سيضع طريقا واضحا لإشراك أفغانستان في تحمل المسئولية وأوضح:''سيكون هذا بمثابة حجر زاوية على طريق أن يتولى الأفغان أخيرا زمام الأمور في بلادهم''. ولكن راسموسين أوضح في الوقت نفسه أن أفغانستان ستظل بحاجة لدعم المجتمع الدولي وتحديدا دعم الناتو وطالب الحلف ببحث إمكانية التعاون طويل المدى مع أفغانستان موضحا:''مثل هذه الشراكة ستمنح أفغانستان المزيد من الثقة في النفس عندما يصلون لمرحلة التحكم في مصيرهم بنفسهم''.