قام الرئيس السوري بزيارة تاريخية الى لبنان مع العاهل السعودي بهدف احتواء التوتر اثر الحديث عن احتمال توجيه المحكمة الدولية الاتهام الى عناصر في حزب الله باغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. وسيعقد الرئيس اللبناني ميشال سليمان والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الاسد، قمة في بيروت وسط مخاوف من اندلاع مواجهات جديدة في لبنان اذا اتهم القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة بحلول نهاية العام حزب الله، ويصل عبد الله والاسد معا من دمشق، ويلتقيان الرئيس سليمان قبل ان يشاركا في حفل غداء دعي اليه وزراء حكومة الوحدة الوطنية التي تضم وزيرين من حزب الله. وزيارة الاسد الى لبنان هي الاولى منذ اغتيال رفيق الحريري في 14 فيفري .2005 وكان قد حضر القمة العربية في بيروت في .2002 اما عبد الله فهو اول ملك سعودي يزور لبنان منذ .1957 وكان قد شارك ايضا في القمة العربية في 2002 في بيروت لكن بصفته وليا للعهد. ومن المتوقع ان يلقي العاهل السعودي والاسد بثقلهما لتجنيب لبنان ازمة سياسية او مواجهات مماثلة لاحداث ماو 2008 التي وضعت البلاد على حافة حرب اهلية جديدة وقتل خلالها نحو مئة شخص. وكتبت صحيفة النهار اللبنانية ان زيارة الملك السعودي والرئيس الاسد ''تكتسب بظروفها وتوقيتها طابعا عده كثر تاريخيا او مصيريا من حيث التاثير على مجريات الازمة المتصاعدة في لبنان على خلفية ملف المحكمة الخاصة بلبنان''.ونقلت عن مصادر دبلوماسية قولها ان ''الدول المعنية بالوضع اللبناني ترصد ما يمكن ان تتمخض عنه هذه القمة، وتعول على قدرة الزعيمين العربيين على إنقاذ الوضع، والا فان خريف لبنان سيكون ساخنا''.واعتبرت صحيفة السفير ان رسالة القمة ''مفادها تاكيد حرص سوريا والسعودية على استقرار لبنان وضرورة حمايته بتعزيز التوافق اللبناني الداخلي، ولا سيما في وجه التهديدات الاسرائيلية''. وتنامت المخاوف الاسبوع الماضي بعد اعلان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله ان القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة الخاصة بلبنان سيتهم افرادا في حزب الله. واكد نصرالله ان حزب الله لن يقبل بهذا الامر، متهما المحكمة بالتسييس وبكونها جزءا من مشروع اسرائيلي. ويعتبر محللون ان اتهام عناصر في حزب الله سيوجه ضربة الى سمعة الحزب وسيزعزع حكومة الحريري. وقد عبر الرئيس السوري والعاهل السعودي في ختام محادثاتهما في دمشق عن ''دعم كل ما يسهم في تثبيت استقرار ووحدة لبنان وحرصهما على دعم مسيرة التوافق التي شهدها لبنان منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية''.