شهدت فعاليات مهرجان جميلة العربي الذي تحتضنه المدينة الأثرية جميلة، منذ يوم 22 من الشهر الجاري، حضورا قويا ومميزا للأغنية الجزائرية بمختلف أصنافها وأنواعها، حيث أكد المتتبعون لسهرات جميلة الغنائية على تميز صبغة هذا الحدث الثقافي العربي في طبعته السادسة، موضحين بان انجح وأجمل سهرات هذه التظاهرة الفنية كانت ''من إمضاء فنانين ومطربين جزائريين''، رغم ما تعانيه الأغنية الجزائرية من تشكيك في قدرتها على التميز والحضور ومقارعة الأسماء العربية التي تستضيفها مثل هذه المهرجانات. واشاد جمهور جميلة بنجاح الدورة بالنظر إلى بصمات وإمضاءات فنانين جزائريين استقطبوا أكبر عدد من الإقبال والتجاوب الجماهيري على غرار لطفي دوبل كانون، ماسي، محمد علاوة، الشابة جميلة، زينو وبن زينة، ما عكس ''تعطشا كبيرا للجمهور للفنانين الجزائريين وكذا تعلقه المتزايد بوطنه ومطربيه في ظل الاحترام الكامل لقيمة الفنانين العرب الذين يجدون دوما كل الترحيب والحفاوة الجديرة بالشعب الجزائري المضياف. وأشار الكثيرون إلى كون الجمهور السطايفي الحاضر في مهرجان جميلة يمتلك خاصية التعاطي والتجاوب أكثر مع مطربين يمثلون تراثه الغنائي أو قريبين من الفلكلور السطايفي والقسنطيني عموما، ما كان وراء التجاوب الكبير مع هؤلاء المطربين، فضلا عن ''كونه ذواقا لكل ما هو جميل وكذا اهتمامه بمن يعبر أكثر عن انشغالاته خاصة لدى الشباب مثلما كان الأمر مع لطفي دوبل كانون المعروف بجرأة الطرح والتواصل مع انشغالات الشباب. ويضيف آخرون معطى آخر في هذا الحضور المتميز للأغنية الجزائرية في مهرجان جميلة العربي ويتمثل في استعادة الثقة عموما بالأغنية والغناء الجزائري ولاسيما بعد ملحمة أم درمان والمغامرة المونديالية للفريق الوطني الجزائري، وهي مرحلة إعادة الثقة لكل ما هو جزائري كما صالحت الجزائريين فيما بينهم. وعليه فقد تأكد، من خلال مهرجان جميلة، على أن الفنان الجزائري قادر على الإبداع والعطاء إذا ما وجد المناخ الملائم ومنحت له الثقة في قدراته. وحسب الكثير من المتتبعين فإن تنوع الطبوع الجزائرية يشكل مصدرا لثراء فني يطلب تعزيزه بمزيد من البحث والجدية في العمل، إلى جانب توفير شروط ممارسة فنية سليمة تثمن الموروث الغنائي والثقافي الجزائري وتقدم له الإضافات المطلوبة. ومع ذلك سجل غياب بعض الأصناف الغنائية الجزائرية على غرار الغناء الشاوي والصحراوي مقارنة بحضور الأغنية السطايفية والقبائلية والنايلية. وكان تنوع الأغنية الجزائرية محل تنويه من بعض الفنانين العرب الذي تألقوا على مسرح جميلة خلال هذه الطبعة ومنهم فارس الغناء العربي عاصي الحلاني الذي أدى بالمناسبة أغنية ''عبد القادر يا بوعلام'' التي حظيت بتجاوب كبير إلى جانب نجم الأغنية الفلكلورية السورية علي الديك الذي دعا إلى اهتمام أكبر بالموروث الغنائي عموما وداخل كل بلاد عربية. وينتظر أن تؤكد السهرة السابعة من عمر مهرجان جميلة العربي هذا التميز للأغنية الجزائرية من خلال اعتلاء الركح لأسماء جزائرية من وزن حكيم صالحي، الشاب بلال، الشاب يزيد والشاب عراس.