لا يزال مشكل نقص المصحات الجوارية من بين أهم المشاكل التي تعترض سكان بعض البلديات المعزولة رغم تواجدها بإقليم الجزائر العاصمة، خاصة وأنه من حق سكان هذه الأخيرة الاستفادة من مصحة جوارية، أو مركب صحي، ولو كان لا يتجاوز مقره بضعة أمتار معدودة مجهزة بالتجهيزات اللازمة لاستقبال المرضى خاصة أثناء الفترة المسائية، وقد صار غياب هذه المرافق الحيوية يجبر السكان على اللجوء إلى البلديات المجاورة والتنقل لمسافات طويلة من أجل المعالجة والاستفادة من الخدمات التي يفتقرون لها داخل مراكزهم الصحية، هذا إن تواجدت، خاصة أمام مشكل اللقاح الخاص بالأطفال والذي لا يزال يعرف نقصا فادحا على مستوى بعض المصحات الجوارية. وما يزيد من سخط السكان هي تلك الحالة المزرية التي تتواجد عليها إحدى المصحات الجوارية التي تفتقر لأدنى الشروط الواجب توفرها، إضافة إلى انهيارها بشكل تدريجي، الأمر الذي لا يساعد المرضى ويزيد من آلامهم، ناهيك عن نقص الإمكانيات والتخصصات التي أصبحت تحوز عليها ولا تكفي للتكفل بكامل المرضى المترددين عليها من مختلف الأحياء، ك''الشراعبة'' و''الأمير'' و''أولاد الحاج'' وغيرها من الأحياء الأخرى لاسيما وأنها المصحة الوحيدة في المنطقة التي توفر الحد الأدنى من الخدمات ليلا وما يزيد من معاناة هؤلاء المتضررين هو عودتهم إلى بيوتهم وهم يتجرعون آلام الخيبة. وما يزيد من سخط السكان هو عدم استفادتهم من الخدمات الصحية نتيجة قلة المرافق الصحية بل وعدم فاعلية عدد منها، هذا الوضع الذي لا يتوقف على سكان أحياء قلب الكاليتوس، بقدر ما توسعت خريطتها لتشمل كل من حي ''النخلة'' ب''الشراعبة ''وحي ''الأمير'' و''أولاد الحاج'' وحي ''سليماني ''و''الشراعبة القديمة'' وغيرها، حيث أكد بعض سكان حي ''النخلة'' أن قاعة العلاج المتواجدة بذات الحي تعرف نقصا فادحا في التأطير البشري، حيث لا تتوفر إلا على طبيب عام ولا تعمل بنظام المداومة ليلا، ما يطرح بالتالي تساؤلا كبيرا عن المصير الذي سيلقاه من يتعرض لطارئ أو من تتدهور حالته الصحية ليلا لا قدر الله.