أعرب سكان حي النخلة الفوضوي المتواجد على مستوى بلدية الكاليتوس عن امتعاضهم الشديد بسبب المشاكل التي يتخبطون فيها منذ أكثر من عشر سنوات في ظل انعدام الاهتمام من طرف السلطات المحلية التي أدارت وجهها دون أن تسأل عن هؤلاء المتضررين الذين ملوا الحياة البدائية التي باتت تميزهم. وحسب ما صرح به ممثل عن هؤلاء السكان في لقاء له بيومية ''الحوار''، فإن الحي يضم ما يقارب 200 عائلة تتشارك في المشاكل التي تعصف بهم من يمينا وشمالا، وفي مقدمتها انهيار البيوت القصديرية التي يقطنون بها، حيث كلما مر عليهم فصل الشتاء ينهار عدد معتبر من البيوت بسبب مياه الأمطار التي تتسرب من خلالها مما أدى إلى تساقطها بسهولة، إضافة إلى انتشار مرض الحساسية الصدرية والجلدية بين السكان وبالخصوص فئة الأطفال والمسنين الذين باتوا ينتظرون حلول فصل الصيف بفارغ الصبر لتنقص حدة الحساسية، وما زاد من سخط السكان هو انتشار مختلف الأمراض بسبب انعدام الصرف الصحي، وانتشار الروائح الكريهة بالحي الأمر الذي أدى إلى انتشار الحشرات الضارة بالحي خاصة البعوض. من جهتهم أكد السكان أن الحياة التي يتخبطون فيها أرقتهم وحولت حياتهم إلى جحيم رغم الشكاوى التي أودعوها لدى المسؤولين، ولكن لا حياة لمن تنادي حسب ما صرح به هؤلاء المتضررون قائلين إن السلطة الوصية همها الوحيد استقبال الشكاوى وتقديم الوعود التي تبقى حبيسة الأدراج إلى أجل مسمى. الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي تثير سخط المواطنين لم يتوان السكان في رصد عمق المعاناة التي يعيشون تحت ظلها بسبب مشكل الكهرباء الذي يعرف انقطاعات متكررة، خاصة وأن العديد من العائلات القاطنة بحي النخلة الفوضوي لا يملكون عدادا للكهرباء، حيث يعتمدون في الإنارة العمومية على مد بعضهم البعض بالكوابل الكهربائية ورغم مخاطرة السكان، إلا أنهم يدركون خطورة الوضع ولكن ليس أمامهم خيار، خاصة وأن مختلف الآلات الكهرومنزلية توقفت بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي. وما زاد من خوف السكان الحوادث التي أصيب بها السكان في العديد من المرات والتي كادت أن تؤدي بهم إلى الهلاك بالرغم من دراية المسؤولين بخطورة الموقف المحدق بهم، وقد حمّل سكان الحي كل المسؤولية لأعضاء المجلس الشعبي البلدي الذين لم يبدوا أي اهتمام للحد من المشكل، وكذا مؤسسة سونلغاز التي لم تتدخل لإيصال الحي بالكوابل الكهربائية. نقص المرافق الصحية مشكل لا يقل عن المشاكل الأخرى سكان حي النخلة يتطفلون على عيادات البلديات المجاورة يعتبر مشكل نقص المصحات الجوارية من بين أهم المشاكل التي تعترض السكان وتؤرقهم، خاصة وأنه من حقهم إنجاز مصحة ولو اشتملت على أمتار معدودة مجهزة بكل التجهيزات لاستقبال المرضى خاصة أثناء الفترة المسائية، الأمر الذي يؤدي بالسكان إلى اللجوء إلى البلديات المجاورة من أجل المعالجة من جهة والاستفادة من الخدمات التي يفتقرون إليها من جهة أخرى، خاصة أمام مشكل اللقاح الخاص بالأطفال والذي لا يزال يعرف نقصا فادحا على مستوى المصحات الجوارية. وما زاد من سخط السكان وجود إحدى المصحات الجوارية التي تفتقر لأدنى الشروط الواجب توفرها، إضافة إلى انهيارها بشكل تدريجي، الأمر الذي يزيد من آلام المرضى، ناهيك عن نقص الإمكانيات والتخصصات التي أصبحت تحوز عليها ولا تكفي للتكفل بكامل المرضى المترددين عليها من مختلف الأحياء؛ كالشراعبة والأمير وأولاد الحاج وغيرها من الأحياء الأخرى لاسيما أنها المصحة الوحيدة في المنطقة التي توفر الحد الأدنى للخدمات ليلا، وما يزيد من معاناة هؤلاء المتضررين عودتهم إلى بيوتهم وهم يتجرعون آلام الخيبة، وما يزيد من سخط السكان عدم استفادتهم من الخدمات الصحية نتيجة قلة المرافق الصحية بل وعدم فاعلية عدد منها، لا يتوقف على سكان أحياء قلب الكاليتوس، بقدر ما توسعت خريطتها لتشمل كل من حي النخلة بالشراعبة وحي الأمير وأولاد الحاج حي سليماني والشراعبة القديمة وغيرها، حيث أكد بعض سكان حي النخلة أن قاعة العلاج المتواجدة على ذات الحي تعرف نقصا فادحا في التأطير البشري، حيث لا تتوفر إلا على طبيب عام ولا تعمل بنظام المداومة ليلا، ما يطرح بالتالي تساؤلا عن المصير الذي يلقاه من يتعرّض لطارئ أو من تتدهور حالته الصحية ليلا. رئيس بلدية الكاليتوس يؤكد.. البلدية خصصت أرضية لإنجاز بعض المصحات الجوارية من جهته أكد عبد الغني ويشير رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الكاليتوس أن هذه الأخيرة خصصت أرضية لإنجاز مصحة جوارية خاصة بالحروقات، فيما تقدمت أشغال إنجاز عيادة متعددة الخدمات بحي الدالية بالشراعبة بنسبة 50 بالمائة مؤكدا في ذات السياق ضعف الخدمات التي تقدمها قاعتا العلاج المتواجدتين بكل من 917 مسكن بالشراعبة وحي النخلة كونهما يعانيان من التأطير البشري، مضيفا أن النقص الذي يعرفه هذا الحي فيما يخص المصحات الجوارية راجع إلى ميزانية البلدية التي لا تكفي لإنجاز عدد معتبر من المصحات.